الأربعاء، 29 فبراير 2012





 في رثاء المرحوم الحاج أحمد بن الندىالمتوفى يوم الأحد 21/4/2002

المرتضى بن محمد اشفق
الحاج احمد بن الندى












قالوا لقد مات قبل المـــــــوت مذ زمن              مـــــــــــا أكذب الناس في سر وفي علن
فـــكم على الأرض من ميت يرى بطلا              وكم علــــــــــى الأرض من حي بلا بدن
معـــــنى الحيــاة سخيف في تصورهم               فهي السباق إلى مستنقع الإحــــــــــــن
وهي التجــــارة , وهي البغي مشتهرا              والانقطاع إلى سبــــــــــــــع من الضأن
وهــــــــــي الخصام على إنشاء مزبلة             وهـــــي الحصول من التقوى على ثمن
والخوض فـــــي أن ملك الديك ممتدح               وأجــــــــــــــــود المعز ماكانت بلا قرن
وإن تكن هذه هي الحيـــــــــــــــاة إذن               فـــــالحاج أحمد لم يــــــــــولد ولم يحن
ماأجمع النــــــــاس مذ كانوا على أحد               لــــــــه أقروا مــــــــن الإحسان بالغبن
حـــــــــــاز المكارم , ماشيبت محامده                وعــــــــــاش للحق لم يضعف ولم يهن
طود المروءة في يســــــــر وفي عسر               بحر السخـــــــــاء ورمز الحاذق الفطن
إلاك يـــــــــا روضة طابت نسائمـــــها                يــــا ثابت الحال في النعمى وفي المحن
أيـــــــــامك الغـــــــــــــر در في تألقها                لـــم تبد فــــــــي البر من ميـل ولا وهن
في كل يوم جديـــــــــــــــد منك محمدة                 يعليك طيبهــــــــا العالي من الشـــــــأن
أنـــــت المحبب عند الناس أجـــــمعهم                أنت المعظم فــــــــــي أهل وفـــــي وطن
أخــــلاقك السيرة الغراء منبعهـــــــــــا               تبغي بذاك رضــــــى الرحمـن ذي المنن
قالوا ضـــــــعفت , وهل نبغيك محتطبا؟              أم هــــــل نريدك للأخشــــــــــاب واللبن ؟
أم هل نريدك سيفا فـــــي مخاصــــــمة                يصول مــــثل البذي الفـــــــاجر اللسن؟
ماأتفه العيش إن قيست منافــــــــــــعه               علـــــى الحلاب وأكل الحـوت والسمـن
لم يبق في العرف شبرماحللت بـــــــــه               لذاقعدت ولـــــــم تغدر ولم تخـــــــــــــن
لــــــــــم يبق قول جميـــــل مانطقت به                فــــــاختيـر قولك من حلوومــــن حسـن
وعشت تسمع في دنيــــــــــــاك أنك قد               قدت الفـــــــــــضائل في محياك بالرسـن
واليوم تمضي إلــى غرس يطيب جنى                والله أكـــــــــرم مرجو ومؤتــــــمــــــــن



المرتضى بن محمدأشفق

السبت، 25 فبراير 2012


         حقيقة ....
المرتضى / محمد اشفق


النـــــــــــاس بين مقزم ومقزم            فــــــــكانهم ليســـوا بنين لآدم

هذا لذاك مسخـــــــــر لايبتغي            ابـــــدا سوى ذاك المقام الاثلم

وسبيل ذاك كرامة مزعـــومة             وسبيل ذا نسب فـــويق الانجم

وطريق ذاك لرزقه تقديســـــه             وفــــداؤه مجد الزعيم الاعظم

زيد سعــــــى لمكانة يغنى بها             ثم ادعى صون الكرامة والدم

وابو هدى متفــــــــقه ومحدث            ومخلص من كل امـــــر مبهم

واخو سعيد طاهر يابى الخنـى            اهدافــــــــــه تفريج غم المسلم

ومرمل يابــــــى حماقة هـاشم             والفــضل يدعو للطريق الاقوم

ذا كله زيف اذا قشـــــــرتــهم             تلف اللباب عبــــــــادة للدرهم

                                          المرتضى /محمد اشفق1999

الثلاثاء، 21 فبراير 2012


                
من مفردات الزمن الرديء

المرتضى ولد محمد اشفق
هذه مناسبة اترحم فيها على استاذي  الكبير : الاستاذ محمد ولد محمد المصطفى ولد احمد , الذي فهم هذا النص , وشد من ازر صاحبه ايام محنة التحامل عليه ...فبينما رءاه البعض عرضا وقحا لافكار رجل عاق ...يسب ءاباءه واهله....ادرك استاذي الجليل رغم سنه ومحافظته وتمسكه بالقيم الاصيلة ان الهدف هو وقف نزيف , واخماد حريق ياكلان الناس ناحلا وسمينا , ..ولا تعجب عزيزي القارئ هي ازمة شهدتها البلاد تلك الايام وبلغت ذروة – ان كان للهزيل ذروة- بشاعتها في نكبة تنصيب وحدات الحزب الجمهوري..حيث تابع الناس جهارا نهارا فصولا ليست من المسرح التمثيلي  على خشبة , بل من الواقع المتجسد دون حياء ولا ترفع ولا مروءة ..راينا الرجل ينكراخاه , وخاله , والمراة تتبرأ من اختها وتحاول فقء عين زوج ابنتها  , دون الحاجة الى ستاريواري سوءة الفعل وانتحاب الاخلاق .....

اما الشاعر فهو احد ابطال ميدان التعبيد  فهم اللعبة فقال:

 من يشتـــــري قبيلة    بنـــــــــــاقة او بقره
اوببعير اجــــــــرب     او نعجة او بعــــــره
اوخــــــــرقة مثقوبة     او طــــــــوبة مكسره
او ساعة فـــي ساحة     فــــــــــسيحة مشجرة
او قطة مواؤهـــــــا      كالنغمـــــات المسكره
قبيلتـــــي تساق من      سمــــــــسرة لسمسره
لانهـــــــــــــا بريئة     نقية مسخـــــــــــــره
عظيمة ذكيـــــــــــة     عقولها مخـــــــــــدره
واعية ترفــــــض ان    تظل فـــــــي المؤخره
تريد ان يقودهــــــــا     ذوو العقول النـــــــيره
والعقل في قبيلتـــــي    والله رب المغفـــــــره
ما ينفع الانسان فــي     هــــذي الحياة المدبره
هــــــي اذن بضاعة     جيدة ميســــــــــــــره
لذا انــــــــــــا ابيعها     سومـــــوا ولو بشعره
او طفــــــلة وضيعة     مسيئة وقــــــــــــذره
او أي شـــيء حاضر    كصورة مكـــــــــبره
او كلبة نباحهـــــــــا     يوقظ اهل البصـــره
قبيلتــــــــــــي حكاية    قديمــــــــــــة مزوره
ءابــــــــاؤنا قد هلكوا    عصاتهم والبـــــــرره
ونحن لن نبقى علــى    شرع العظام النخره
اريد قصـــــرا شاهقا    صحـــــــــونه مقعره
ووجبــــــــــــة لذيذة     وشربة معتصـــــــره
كذا احــــــب ان ارى    قط البيوت المجزره
ءاكل من صحن منى    ومن امـــــــــام نمره
ومطعـــــــــم ازوره     فـــــــي داره المدوره
وتـــــــــــــارة اجيئه    عند ابتــــــداء السهره
وان ارى سيـــــارتي    مريحة مطــــــــــوره
لااشتكـــــــي وقودها    لان جيبي مفـــــــخره
تكرمني دراعتــــــي     وساعتـــــي المجوهره
وعمتــــــــــي ابيعها     وخالتـــــي والمحظره
وجدتي وبلدتــــــــــي   وقريتــــــــي والمقبره
وكل مــــــــــا حفظته   عن امتــــــي المظفره
وشرفــــــــــي وقيمي   وسيري المطهـــــــره
ذا كله ابيعـــــــــــــه     بنملـــــــــــــة او قبره
او كلمة فــــــــــارغة    معرفــــــــــة او نكره
لانه يحرمنـــــــــــي     من الحياة الـــــنضره

المرتضى/محمد اشفق/1999      

        

  موقف:

المرتضى ولد محمد اشفق



إذا كـان خـــــــــالي ينافــس خالي            فــــمــن سيفــــــــوز إذن هو خالي

وبيت المودة مـــــا بين خالــــــــي           وخالي مــــــــا كان يومـــــــا بخال

فـــــــما كان خالي ينــاهض خـالي            ومـــــا كان خالي لخـــــــالــي بقال

ولم ينس خالي لــــــــــي حق خالي           وذلك أوفـــــــــى لخالي وحالــــــي

ولم يصغ خــــــالي لمن عاب خالي            ولم يـــرض عن ذم خـــالي بحـــال

فـــــــــخلوا الذي بين خالي وخالي            يقويه فــــــــــــي الناس عال وغال

يغذيــــــــــه خالـــــي بطيب مــقال            وينميـــــــــه خـــالي بحسن فــعال

وإن أنا يومـــــــــــــــا حللت بجمع            فـــــــإنصـاف حالي عليـه, وذا لي

فـــــــــلست أجامل من ذم خـــــالي          ولا من يقول لخــــــــــــالــي بخالي

                المرتضى بن محمد أشفق

اكتوبر2001 (الانتخابات البلدية في أغشوركيت)

الاثنين، 20 فبراير 2012


  قال القاضي شكرود ولد محمدو: 
                         في رثاء الشيخ المصطفى ولد الشيخ القاضي
القاضي شكرود ولد محمدو


يــا امة المصطفـــــى وحنظل نقفـــا          فــــــــي العين والقلب من انفاسه وجفا
امــــا سمعت واذنــــــــــي مسها وقر        في من نعى من نعى لشيخنا المصطفى
امـــا سمعت لعمري مــــــا لو ان له          صرفا عن السمع في الانباء لانصرفـا
عن شيخنا المرتضى الشهم الابي رجا     من يبتغي كرما او يبتغي شرفــــــــــــا
عـــــن الاديب الاريب الصادق النبه        عن الولــــــي الذي بما عليه وفــــــــى
عن الصبورعـن القرم الكريم عــــن         البدر المنير لمـــــــــــن للصالحين قفا
عــــــــــمن له شهدت اقطار امتــــه         بكونه ماجدا بالبـــــر متصفــــــــــــــا
اولاه مولاه ما اولى فـــــــكان لمـــا         اولاه مولاه فـــي مرضاته صرفــــــا
لا فــــــــــرح بطـــر بمــــا لديه ولا         بآيس لا علــــــى ما فـــــاته اسفــــــتا
وشــــــــاكر لالـــــه العرش متصف        بمـــــا به حال من لـــــربه عرفــــــــا
وامة المصطفـــــى بالعدل شاهـــــدة        بانه عن مســـــار الحق ما صدفـــــــا
يا رب- وهو الذي قد كنت تعرفـــــه        فـــــــــي السر والجهر ما بفاسد عرفا
بوئ له فــــي مقام الصالحين رضى        حتى يرى في مقام المرتضى زلفــــــا
وامدد له بركــــــــات لا نفــــــاد لها         فـــيمن لــــــه كان نعم المرتضى خلفا
ومن لـــــه نسب ومــــــــن له رحـم        ينمى الــــى ذلك المستكمل الشرفــــــا
يــــــا رب وهـــــي بدور زانها خلق       من ضئضئ ما له في الصالحين خفــا
ابنـــــاؤه واخيه الله يحفــــــــــــظهم        من كلهم في سبيل المصطفـــــــى وقفا
فخالف النفس والشيطان محتسبـــــا        فــــكان كل لكل صالحا وصفــــــــــــا
وامدد لهم في رحاب الصالحين مدى       مثل الالــــى هم لهم من بعدهم خلفـــــا
وصل ما شئت يا من بالبقا اتصفـــا       على النبي المصطفى وشيخنا المصطفى



الأحد، 19 فبراير 2012

Tijani.jpg
الشيخ التيجاني ولد اداع

رحلة طالب

كانت الساعة تشير الى السادسة و25 دقيقة من صباح يوم الاحد الرابع والعشرين اكتوبر 2004 عند ما اخترقت طائرة البوينغ 737 أجواء مطار محمد الخامس الدولي ، تحدثت احدي المضيفات عبر مكبرات  الصوت بالطائرة < بعد قليل ستهبط الطائرة على مدرج المطار>.

أطللت من شرفة النافذة... لم تتضح لي الصورة كثيرا ..كان هناك ضباب لم اتمكن بسببه من رؤية الأسفل.
انتظرت القليل الذي تحدثت عنه المضيفة ، لكني استنتجت أنه ربما هناك اختلاف في المقاييس الزمنية بيننا مع المضيفات – ربما لأنهن جميلات فإنهن يرين أن وقوفهن أمامك سيجعل عقارب الساعة تسير الى الخلف-
مضت 3 ساعات على القليل الذي تحدثت عنه صاحبتنا , ولم نر بعد مدرج المطار.
بدأت الأفكار تتسلل الي رأسي وأسئلة كثيرة مخيفة بمجملها تبحث عن أجوبة , هل هناك خلل في الطائرة؟
التفت الى صاحب المقعد الذي بجانبي وبهدوء محاولا أن يهدئني <ربما أن الأحوال الجوية لاتسمح بهبوط الطائرة> نظرت أمامي ,  كان هناك شبان أثقلوا مسامعي بالحديث عن بطولاتهم الماضية , وصولاتهم وجولاتهم في مجال كرة القدم , كل منهم يتحدث عن تتويجه كأحسن لاعب في السنة كذا وكذا , وربما كان أحدهم بمهاراته وراء فوز البرازيل بكأس العالم في المرات الخمس التي فازت بها . نطرت إليهم فإذاهم صامتون, كأن الطير فوق رؤوسهم ,  لاشيء يسمع في الطائرة.
حاولت النظر في ساعة يدي , فرفعت يدي اليمنى وبدأت أنظر في ساعدي لعلي أرى عقارب الساعة الموجودة في الساعد الأيسر.
خيل لي أني عرفت الساعة نظرة في جهاز الكومبيوتر المعلق في السقف , الطائرة على ارتفاع 18000 قدم وعلى بعد 157 كلم من المطار والساعة تشير الى 9و27 دقيقة ( أي بعد ثلاث ساعات من الدوران)
اخترق صوت الطائرة المخيف صوت المضيفة من جديد قائلة (( لقد تحول مسار الطائرة وبعد 25 دقيقة سنهبط في مطار فاس للتموين بالوقود)) ازداد خوفي من أن تكون 25 دقيقة  تعني يوما و ليلة من التحليق.
هبطت – بحمد الله- الطائرة بعد معاناة كبيرة ولكن هذه المرة في مطار فاس , فكرت في أن أهبط من الطائرة وأكمل الرحلة سيرا على الأقدام لكنهم أحكموا علينا إغلاق أبواب الطائرة ولمدة ساعة جاثمة على أرضية مدرج فاس اساس الدولي. خلال الساعة داخل الطائرة بدأت إعادة شريط  الماضي ، مر على كل شيء تذكرت كل شيء ونسيت كل شيء .
أطلت صاحبتنا من جديد (( بعد 25 دقيقة من الطيران سنهبط في مطار محمد الخمس الدولي) مرت اللحظات عصيبة ، الكل صامت أمله أن تكون المضيفة صححت لغتها الرقمية لكن هناك شيء ما يعاند الطائرة في الهبوط ، تأخرت هذه المرة نصف ساعة آخر ، وأخيرا هبطنا دون تصديق على أرضية المطار.
طلب مني الشرطي الجواز فدفعته اليه بعد أن ملأت استمارة الدخول ، تقدمت الى الجمركي فخاطبني : طالب؟ قلت نعم، قال موريطاني قلت نعم ، قال تفضل , جلست أنتظر القطار المتوجه الى الرباط , أول القطارات سيتوجه بعد ساعة , كان اليوم من أواخر أيام النصف الأول من رمضان , وكنت صائما بالطبع.
تحرك القطار السريع على أن أغيره بعين اسبع , كنت متعبا جدا من طول الرحلة ، غيرت القطار في عين اسبع... في كل مرة كان على حمل الأمتعة من المطار الى القطار ومن القطار الى القطار الى التاكسي لاحقا.
عند محطة الرباط المدينة الواقعة على شارع محمد الخامس استقللنا تاكسي صغيرا متوجها الى اقرب فندق , طبعا مع مراعاة الأرخص , هكذا قلت لسائق التاكسي... في احدى غرف الفندق تناولت الإفطار... التعب بلغ مني مبلغا لايمكن وصفه 48 ساعة بلا نوم... رحلة استمرت 12 ساعة.


 مكناس 27 ابريل 2005  
                                   الشيخ التيجاني ولد اداع

                                      

الأربعاء، 15 فبراير 2012


 "وقافة"
المرتضى /محمد اشفق

قرأت نص المازني حول السيارة الملعونة لما كنت في الاعدادية , وكان اكبر مايلفت نظري فيه قوله:  كر كر كر ...أرتنـــي النجوم في الظهر الأحمر....لقرب الألفاظ والمعاني من الحسانية......
لكن وقافتي(هي لاتستحق ان تكون اسم فاعل لانها لم تسر اصلا فكيف تكون سيارة؟) لم تبلغ مستوى سيـارة المازني ,  فتلك تتحرك وتمرض وتشفى , أما هذه فقد لازمتها العلل المتنوعة ، فــــبدت تارة مثالا , وطورا أجوف , وآونة ناقصا , وأحيانا لفيفا بالياء والواو جميعها ....علمـتني أن هناك مايسمـــــــى جنون الرغبة , وأنه مرض معد....رأيتها  ذات مساء، كـان لونها براقا , وصباغتها أصلية ,  وأحسست أن جاذبا خفـــــــــيا يشدني اليها شدا غير مبرر..كانت من الداخل بالية أوقل مايبدو مــــــــــن داخلها: أبوابها، مقاعدها.....ذكرتني بمـــــــــا تبديه العجوز من الزينة , وما تبالغ فيه مـن التبرج إن جاز ذلك في حقها ,  ثم تتابى , وتتمنع حتـــى يظن البريء بها خيرا، يظن بـــها التعفف والطهر , والـــــحق انها تحرص على عدم كشف المستور......لكن مابدا من تلف  داخل صاحبتنا انقلب فجأة الى عناصر اغراء وهكذا  تهت , وتاه معي التائهون في تبرير تمزق المقاعد أنه علامة اصالتهـا.
قلت إن جنون الرغبة المفاجئة مرض معد , فــــقد أصابنا نحن الـثلاثة بسهم واحد : أما محمد/ حامد فكان كلما رأى الوقافــة  في الشارع بادر قائلا هذه سيارتك بادر بتنفيذ شرائها, وأما الهـادي بن المنجي و هو من هو ذكاء ودقة ملاحظة وقد ملك فـــــــــــــي ماضيه أربع سيـارات وقت ما كــنا نحلم أن نملك عربة حمار ... فقد رأها صفقة رابحة..... كانا اذا يشجعاني  وأنـا أجري أمامهما جري عداء فــــــي منحدر، مصغيا الى كلامهما ، أستأنس برايهما وأدفع به ما يجيش فـي خاطري من لوم اللائمين، وأعد منه سلوانا من خسارة يحسهــــــــا حدسي و شاءها القدر...لما عقدت العزم علـــــــــى شرائها شعرت أني أختصر مراحل اختبارها , وادعها تدخل قلبي بلا أوراق ، أتمنـــــــــى أن يكذبني المستشار الـــــــتقنى الذي ذهبنا نستشهده , ألم اقل لكم إنه الجنون ؟ واكتشف أن جهـــــــاز التسخين متعطل،  فـــــــبادرت الى تبديله ب: 9000 أوقية  وبكرم جامح ولــم أدرك أنها الصفعة الاولى , والمنبه علـى أن هذا الذي أولــــــــــه هذا اخره لاينتظر، ثم ظهر أن الجهاز غير تالف , بل التلف فـــي اشياء اخرى لم يهتد خبراء كهربـــــــــــاء السيارات في الاك الى مركز العطب فيها حتى اليوم .
 وصبحتنا في اليوم التالي بعطب فــــــــــــــي كرسي الماكنة واصلحه الميكانيكي ب:3000 اوقية، لكن فـترة الـــشفـــــــاء لم تطل فتعطلت مساء ذلك اليوم نهائيا ويئس منهـا الآسون ...عند الصباح أدخلت بيت الحجزالصحــي وقام فريق كامــــل بتشريحها  عضوا عضوا, فبدا أن أجزاء كثيرة مـــن جسمها مصابة بتلف شد يد، وكتب (الميكانيكي) الوصفـــة وأحضرت الأعضـاء الصحيحة مــــــــن انواكشوط , وشرع الفريق فــــــــي عملية جراحية دامت يوما ونصف يـــوم، حتــــى اذا انتهت وظننا أنا قادرون عليها اتاهــــــا وباء ضعف الـــــشحن , وتم العلاج فـــــي الحال ، وخرجت لفترة نقاهة هيجت فــيها كوامن الــــــــداء ، فأصاب ذراعها اليسرى شلل تام، وجلبت ذراع صحيحة من انواكشوط، , وسارت فــــــي رحلة تجريبية تسببت في شلل ذراعها الـــيمنى ,فاحضرها الميكانيكي وتم العلاج.. وفــــــــي اول ليلة تقضيها خارج العيادة باتت تقيء سائـلا اسود كاد يغرق اعنز الجيران.. وحضر المسعفـــــــون , وجرها فريق بعدد فريق كرة القدم الـــــى العيادة من جديد، وبعد الكشف اتضح انها مصابة بقرحة مضخة الزيت , فاستبد لت في الحال ، فبدا لمصرانها الكبير(انبوب الدخان)ان يدلي دلوه فــــــــــي مستنقع الاسقام، واذا هو يشكو من فتحات متعددة اقتضت ان تعرج علـــــى بيت "اللحام " وسدت الفـــــجوات ، وقال الميكانيكي الــــمشرف مشفــــــــقا علي انها ستخرج قطعا هذه المرة فــــــــي صحة تامة، لعل حجته انهــــــــا استنفــــــدت مايخطر وما لايخطر على البال من اوجاع السيارات...لكن صاحبتنا كانت وقورا  , كتومـــا ، تستحيي ان تبدي حتــــــــــى نعمة العافـــــــــية، فعثرت لماارادوا منها نشاط الشباب ...وتبين انها علل آخذ بعضها برقاب بعض ، وان اعضــاء هذه الــوقافــة متحابة متوادة , كلما مرض منها عضو تداعــــــى لــــــه سائر اعضائها بالعطب والتلف. معضلـــــــــة اخرى جديدة من نوعها جلبتها علـــي هذه الوقافة: كثرة المهنئين ، فـــــمن عادة الاخوان ان يباركوا في هذا النوع من المناسبـــــات , وشراء سيـــارة عادة يستحق التهنئة , فهو دليل تحسن مادي يطمح اليه الناس, ويتمنونه لمن يحبون , لكن الاخوان جزاهم الله خيرا ما كانوا يعلمون ان صاحبتنا ظلت قطينة المرآب من اول يوم.
والغريب اني ظللت انفـــــــــــــــــــــــق عليها بسخاء مجنون , وقد بدا انها لا تشبع , وان العافية لا تعرف الى جسمها سبيلا.
ينضاف الى هذا كله ان ثلث هذه المدة قضيتها فـــــــــــــي بيوت الميكانيكيين , أطأ وحل الزيت المحروق، واغرق في انواء الدخان والاصوات المتشاكسة للمنبهات والماكنات العلـــــــيلة، هذا غير مااستنفـده جهازي النقال من بطاقات تزويد ضاع معظمها في استخبار( الميكانيكي) عن احواله واحوال اسرته واسفــــــــــــــــــــــــاره، مع ما كنت اتملقه به من صنوف خطابات الود والاستعطاف رجاء ان يجود علي بنبوءة عن مستقبل المريضة وتاريخ تماثلها للبرء.
لكنها علــــى كل حال كانت اياما مكنتني من صلة ارحام لرجال وقفنا على صعيد واحد تشرب اطراف  ثيابنا السفلية سيول الزيت المحروق وترسم بها حول العراقيب واسفـــــل الساقين خلاخل سودا تتطلب ازالتها جهدا عضليا متواصلا مع كمية غير قليلة من الصابون و"اوم وجافيل" والماء ، امــــــا الاجزاء الــــــــعلوية فــــــهي على رؤوسنا نتوقى بها الحر, ونتستر بها عن المارة حتى لايرونا فـــــــــي موقف الخزي، نستمـــــــــع الى السير الذاتية لانواع مــن السيارات وبطولات الربح بالتدليس يحكيهـــــــــــــا بعض من بسطاء السائقين، وتقاسمنا معا لفــــــــحات الشمس واتربة عواصف الشـــــــــــوارع , نستريح على رجل لنريح اخرى ، نراقب الميكانيكي منشغلا عنا ننتظر ان يتفــــــــضل علينـــــا بوعد مكذوب لكنه يبقى فـــي صمته  يوزع بالعدل بيننا حصصا من عدم الاكتراث ونظرات اللا مبالاة , كاننا طابور مساكين امام ثري مغرور .                                                                                                       
                                                   

                                                 المرتضى ولد محمد اشفق 2006                                                             

الأربعاء، 8 فبراير 2012


فضول قلم/نصيحة ابي اللقم

المرتضى /محمد اشفق
حدثني ابو نعال قال : خرجت يوما لزيارة احد الاخوان , فاذا انا برجل قصير القامة , مفـــــــتول الساعدين , متباعد الرجلين , اصلع الراس , كث اللحية , فيها رزم شيب متفرقة  , واسع الفم , قصير الرقبة كأن راسه وضع على صدره , ولما هممت بجوازه امسك ساعدي بعنف وقال الـــى اين؟ قلت الى حيث تسوقني قدماي , ولم احدد الهدف بعد...فقال : انا ابو اللقم وكنت إخالك منهم , قلت ومــــــن هم ؟ قال العشاق   وضحك ملء فيه , حتى سال منه لعاب كثير حاول ازدراده بزاوية ملتقى شفـــتيه , فلم يفلح , واحدث صوتا منكــــــــــــــــرا , واردف : عشاق المائدة...قلت : هبني منهم , قال : اذن انصحك....اعلم حفظك الله , ورعاك , ان الناس في الدعوات الجفـــــــــلى ,
اشكال وطبقات ...وان لكل صنف من الناس ما يناسبه من الطعام والخدمات , فــــاذا قدر لك ان تحضر تلك الموائد , فتريث , ودقق قبل ان تقدم , وأجل الطرف في كل ناحية , حتى تتحقق من المجموعات , ثم اختر واحدة من ثلاث في ايها كنت فزت ...
واحذر اربعا ....احذر الحلقة السفلى , وهي عادة من العاطلين المحليين , الذين لا يوقر صغيرهم كبيرهم , ولا يرحم كبيرهم صغيرهم , جل احاديثهم قهقهات عالية , تقطعها الفاظ نابية , هذه هي حلقة الانتظار, نصيبها الفضل , وهو عظام جردت من لبا سها الا ما تخفى , وعجزت الاظافر عن الوصول اليه , هذا اذا لم يختطفه بعض شياطين الاطفال المتربصين بها من كل جانب , وهم فرسان هذه الميادين , هذه الفــــئة لاتحلم بفراش طعام , ولا مغسل , ولا تشم رائحة التمر , ولا تسمع صرير الكؤوس ,  وتشرب من مـــــــــاء المغارج بعد قنوط...تليها الحلقة المتضخمة , ويكون فيها واحد او اثنان من بسطاء الاعيان , الذين لم يبرحوا الحي , جلب عليهم سمت الاستكانة , وتقبل ما تجود به الظروف , والرضا بالدون ,  استخفاف الناس , اذا سلمت عليهم رد كبيرهم قائلا (وعليكم بالسلام ) , اكثر احاديثهم رواية كرامات الاسلاف , وحكايات ابطال المصارعة في قديم الزمان , و الاطفال وحدهم المستهلكون  لهذا النوع من القصص , تعاني من الازدحام واندساس الصغار فيها  لهوان قدرها  , وهي لا ءايسة ولا ءاملة , لكنها بائسة , قد تجد قصعة طائشة , اكثر ما فيها مصارين وقطعة كبيرة من الشحم , وقطعة لحم مجهولة العضو , يغمزها احدهم بظفره , فتنزلق كالكرة , بعيدا لتغافل جليسا ءاخر , فتستقر في حجره , يتناترها الرجال , لكنها تبقى عصية متمنعة , وقد يسقط  المتناترون كل على قفاه لرفضها الاستجابة لضغط الاصابع... هذه الحلقة لا تجد فراش طعام , ولا موسى , ولا تغسل , وتمرها حشف متقعر كثير العثاء...الحلقة الموالية هي الحلقة المنكتة , تعمد الى الفكاهة , تعوض بها طول الانتظار , عيونها شاخصة الى غرفة العمليات وتحضير الطعام ,  تتحدث تارة عن التاريخ , كايام ولد امسيكه , وتحصي من ولد من اهل الحي عام موته ...وتروي تافه الاخبار , وتتميز بالجراءة على الطلب , لم تطل رحلة اصحابها مع القرءان الكريم حيث توقف ابعدهم مدى عند (عبس وتولى..) يقولون في الرفع من الركوع (سمع الله لمن حمدن) , تخلفوا عن ركب الدراسة , ويدعون انهم حسنا فعلوا , وربما حنا عليها بعض المنظمين , وتجد فراش طعام تكرر استهلاكه , رغم انه  من الصنف الذي لا يستهلك الا مرة واحدة ,  وتغسل قبل الاكل لابعده , وبلا صابون , ونصيبها من اللحم , من الشاة الرابعة هبوطا , وهو في الغالب "حصير من الاضلع الرديئة" متفاوتة الحجم , مع بعض المصارين , ويحشر لها كل محرم على المصابين بارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والمعدة , فتتقبله راضية شاكرة , وتشرع معركة امضى سلاح فيها الصمت حتى ياتوا على ءاخره  ....تليها الحلقة المتوسطة , ولاصحابها  حظ  يسير من الثاقفة يسمح لبعضهم ان يحدثك عن زرك "وي ونون" "وول حرم وول يحيى انجاي " ,  بل تتجاوز هذه المرحلة الى التلفظ بالفاظ  فرنسية , سبيلا الى التفوق على البلديين , انصاف الاميين , يقولون من حين لاخر  " جنوم كسكي تبرانه.... إيسي سيل تبلى....ايمبسيل...ركاردى اموا سبوفر"                                                                        
jeune homme qu'est ce qui te prend..ici s'il te plait..imbessile...regardez-moi ce pauvre....
, هذه الحلقة تقدم لها بعض الخدمات  بعد لج , وتختار لها الاعضاء الصلبة , مثل " الكسروات و"اشواكل" وكل ما يستعصي على اصابع واضراس اهل الحظوة – جعلني الله واياك منهم - , و موساها موسى خبز , لا موسى لحم , ويقدم لها تمرصلب بلا جبن , وتشرب البراد الاخير من شاي بلا نعناع , رغبة من الخدام في تفريغ " البراديد" لا اكراما لها  , ويغسل افرادها بعد الاكل متفرقين كل بمجهوده الخاص ....

                                   المرتضى /محمد اشفق (اوراق منسية)

الأحد، 5 فبراير 2012



               


تتقدم مدونة اغشوركيت بكامــــــل التعازي وصادق التعاطف مع اسرة المرحوم سيد ولد ميلود وكافة اهل اغشوركيت راجية من الله عز وجل ان يتغمـــدالفـقيد برحمته ويتقبله في الدرجات العليا من الجنة.


السبت، 4 فبراير 2012

الكتابة مغامرة...
المرتضى / محمد اشفق           
هذا مقال كتبته بعد  حوار ونصيحة من بعض الاصدقاء المشفقين علي من نقمة المجتمع , عندما كتبت نصوصا في النقد الاجتماعي والسياسي في فترات ماضية...راى بعضهم ان الحديث في موضوع كهذا لن يفهم وربما يجر من المتاعب ما لا فائدة منه ..وراى بعضهم ان في بعض تلك النصوص عبارات تفتقر الى شيء من الحياء ...

يمر النص قبل ان يصبح مادة معروضة في موائد الفن والادب , ووجبة من وجبات الثقافة والفكر , بمراحل مخاض عسيرة ..وتعترضه عقبات جمة ومعيقات موجعة , ومعابر محروسة صعبة الجواز...
فهذا الرقيب اللغوي واشدد به من رقيب عتيد ...يمرك على طريق طويل اول مفتشيه سيبويه , وبعد ان يرهقك جرا ونصبا ورفعا , ويشبعك فحصا وتمحيصا ونصحا بالاحتياط , وايقاعا في مهامه التاويل وتعدد القراءات , يجيزك الى الفراهيدي ليزن حتى اوتاد خيمتك بالدانق ومثقال الذرة...قبل ان يستبقيك مدة في غرف الحجز الست عشرة ..ثم تعرج على الجاحظ  ليجس نبض نصك ببيانه وتبيينه ويلقي عليك درسا مستفيضا في الفرق بين المقتصد والبخيل....فان وضع الثلاثة ختم القبول على تاشرة مرورك ,  ووهبوك رخصة التجوال الحر, وظننت ان قد تعديت الصعاب, وتراءت لك الطريق منبسطة سالكة الى العوالم البكر  , اعترضتك المفازات التيه المتنفسة بفيح الحميم لتنضب شلال عطائك , وتمتص الندى في نضارة كلماتك  , وتذر الغبار الرمادي على الق عباراتك ... تجد نفسك في قبضة الرقيب الاجتماعي والخلقي فتشعر بحدة الضغط  , والصرامة في التحقيق ,  والتفتيش في تجاويف حقائب سفرك عن مادة محظورة , او مخدر ملفوف في الجيوب الداخالية ..اوحزام متفجرات لنسف الحواجز المنصوبة امام النصوص المتمردة. ...الكاتب في هذه المرحلة من الرحلة يحتاج جرعة جرءة زائدة , ويحتاج شجاعة لاقصاء المعيق حتى يتحرر من الكتابة تحت الوصاية , لا بد ان يتحلى بروح التحدي المسؤول لاختزال بعض الوقفات الشكلية من برنامج التحقيق معه.....
هنا يخبرك حراس  بوابات العالم الذكوري ان الكلمة  "الانثى"ممنوعةالدخول...قطيع الكلمات الماذون له هو فحول كثئران"الجلابة" كل كلمة فيه طويلة اللحية مثل "كارل ماركس" يتدفق من علبائها وقذالها عرق اسود كريه الرائحة ...لامجال ابدا لكلمة فيها تغنج ودلال , فتلك فاجرة تشيطن الضعفاء وتدغدغ مشاعرهم وتحرك فيهم طبعا غير مرغوب , وهنا اما ان تطيع  فيتحول النص الى درس محض في الارشاد والوعظ المتشدد..او ترفض الركوع والاملاء فتسجل في الآثمين...  
ظاهرة التطرف والغلو والارهاب لا تهدد فقط القادة والسياسيين ..هي مع هؤلاء ظاهرة فتية , اما في المجال الادبي فقديمة قدم الكتابة نفسها , تتجلى تارة في صراع الاصالة والمعاصرة ...(معركة التجديد والتقليد ...اشكال القدامة والحداثة , الثابت والمتحول) , وغير ذلك من المصطلحات التي غزت الساحة الادبية والنقدية خصوصا...بجيشين عظيمين من المحافظين والمجددين.... هذه حقا مراحل قاسية , مخيفة , مثبطة , صارفة عن رحلة مغامرة غير مامونة العواقب .
فاذا حانت لحظة الحسم , وجاء الاديب المخاض بعيدا عن جذع نخلة يهزه اليه هزا لتساقط عليه رطبا جنيا , يقول له قائل مشفق عليه : ياابن ءادم ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا , لقد جئت شيئا فريا ..
الكتابة  اذن معاناة ووجع ... وءالام , وترقب لاحكام قاسية تصدر في حق كل من ءامن ان سلطة الفن  سلطة حاكمة غير محكومة , وان حرية النص ورجولته يتجليان في رفضه الرضوخ لثقافة التدجين...
هي حرية في ظل الالتزام بالمبادئ الكبرى والقيم السامية (دينية - خلقية – اجتماعية – جمالية...وهي قيم ينبغي ان تظل متداخلة) خدمة للامة والفرد في مناحي الحياة المختلفة .....بطرق مباشرة , او غير مباشرة , تلميحا اوتصريحا , وعندها يجب ان ننظر الى النص -  شكلا ومضمونا- بعين اخرى مكبرة ملتمسة - بامكانية تعدد التاويلات – الفهم الكبير المشحون بالتاسمح والانفتاح بعيدا عن التقليب لرؤية الجانب الملتصق بالارض , فهو لا شك متسخ معفر بالرغام ....
هدف النص  اثارة لقيمة او لمجموعة من القيم , وخصوبته  وثراؤه يكمنان  في امكانية تعدد التاويلات ..لهذا يرى البعض ان النص الخالد يولد مع كل قراءة , وكاتبه يبقى صاحب النسخة الاولى  التي خرجت نتيجة عوامل وظروف معينة....وقد تتغير رؤية الكاتب كما تتغير ءاراؤه وافكاره ومطامحه , لكن النصوص التي كتبها بآراء وافكار قديمة ينبغي ان تبقى كما هي , لانها شهود حقبة , ولانها ابناؤه الشرعيون , ولا يجوز ابدا ان ننكر ابناءنا حتى وان خالفونا الراي والفكر....فبعض الادباء عندما تتقدم به السن يرى  بعض اغراضه الادبية القديمة لغوا وفضولا , ان لم يرها ءاثاما تستوجب التوبة النصوح  بالحرق قبل ان تعاجله كف المنون...وبذلك تضيع تجارب وحقب وعوالم من الجمال والسحر الحلال...  
والماساة ان  لابد لزوار وادي عبقر من شر ينتفعون به , وضر يسعدون به ,  ضريبة يستدرون بها ملوك ذلك العالم الليلي , الجني , المخيف عندما يبدا التشكل الداخلي للنص ,  واعراض وحم الكتابة , وءالام الحمل , والخوف على الجنين الذي يريدون له ان يكون خلقا سويا....


                                     المرتضى ولد محمد اشفق

الأربعاء، 1 فبراير 2012


من :(اوراق منسية):

المرتضى /محمد اشفق

لم تكترث بالعيد
لم تلبس ثيابا فاخره
والجيد عار من درر
لم تجعل الحنا على قدم
ولم تجلب اليها "صانعه"
لم تعطها عشرا من الالاف كي
تبدو يداها في خطوط منكره
خرجت كما كانت ترى
 في كل يوم مشرق
تمشي تدفق بالانوثة وحدها
انثى توزع سحرها
لم تستعن بوسائل التجميل
هي وحدها دون المساحيق التي تنفي الانوثة والخفر
هي في الشوارع وردة لا كالورود
 وزهرة لا كالزهر
تمشي فيسطع طيبها
ويذيب اوجاع الحجر
نغماتها سحر
كحبات المطر
والصدر طفل شارد
 يرنو الى همس الشجر
يهتز مع وقع الخطى
كتموج البرق الذي يحكي تسابيح المطر
ما كنت احسب انني يوما سالقاها
على جنب الممر
قرب العمود اثني عشر
قرب العمود اثني عشر
غرب الحوانيت التي تؤوي فضوليي البشر
ما كنت احسب ان قلبي
يستجيب بسرعة
وتصيده ليلا على ضوء القمر
انثى
وليس لها سوى وجه بريء او حبال من شعر
وتقول لي :
انت الذي قد كنت اسمع انه
متغطرس صلب كجلمود الصخر
متكبر جلف كإزميل التتر
فسمعت شعرا حالما
حلوا كانفاس السحر
ما كنت احسب انني
- ومدينتي هذي -
ارى يوما على رمضائها
شيئا جميلا فاتنا عذبا كالحان الظفر
وقصيدة مكتوبة من جسم انثى
قد خلت من كل شيء مستعار
تحت اضواء القمر





                         المرتضى بن محمد أشفق