الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011



الندى : الغائب الحاضر(4)  المرتضى ولد محمد اشفق
المرتضى ولد محمد اشفق
محمد المصطفى ولد الندى
لابـــــــــــــــد للمتحدث عن الندى ان يعبر احيانا بالصمت والشرود فــــي عوالم رحبة من الصفاء والنقاء والطهر...تنقلك الى  دنيا هـــــــي اقرب الى ذلك الجمال المطلق الذي نحسه ونستمتع به لكننا لا نعبره لان الحديث عنه يفـــسده ...فـــــــالاحساس فيه اكبر من العبارة و المحسوس به اعــظم واجل من الحاس نفسه  فيشعر بالعجز والضآلة ازاء مستحضره فـــــــــلا يجد الا الدموع والبكـــاء وسيلة للتعبير..ويكون الصمت هنا ابلغ من الكلام..فنحن مهما قلنا ومهما وصفنا وسردنا من خصائص الرجل ومزاياه , يبقى فيه دائما ما لم يوصف.. فـــــخلقه العظيم لايحد ..وتواضعه ظاهرة لاتصدق..وحلمه وعدم الغيرة لنفـــسه حيرا كل من يعرفه...مبادراته كانت اكبر من زمانها ومكانها....افـــكاره ومطامحه لم تكن ابدا شخصية...قناعته وزهده في ما عند الناس مدرسة رفيعة المستوى.....صبره الجميل عجب عجاب  , تحمله غريب حتــى ليخيل الي احيانــــا ان الرجل يستمتع بالمشقات والصعاب ...والانسان بطبعه البشري وغريزته الارضية يحب الجاه والتسلط والظهور...ويحب المتعة بالرخيص الفاني وربما شغلته عن الغالي الباقي..قليلون من لم تجمح بهم غفلتهم الى المزالق وتقودهم بنيات الطريق الى المنحنيات الساقطة يسيرون فيها مستمتعين بعذوبة ضلالهم وغيهم...وبابتعادهم عن آلام الصراط المستقيم...لكن النــــــــدى لم يحس ابدا ان في سلك الصراط المستقيم عذابا ومشقة...قد جعل الله قرة عينه في الاتباع واستحضار الآخرة (...وجعلت قرة عيني فـــــــي الصلاة) ...من عرف الندى من قرب لايصدق انه تربى في جو بدوي اصيل...ولا ضير في بعض قيم البادية , لكن الندى كان رجلا بطبعه متمدنا...يحترم الوقت...يتخفف في اسفاره (فكيف نتخفف من الصلاة في السفر ولا نتخفف من الاثقال الكمالية..)...يرتب الاشياء فـــي بيته...لكنه ابدا لم يتكبر على الطبع البدوي الغالب على كثير منا....ومنا من  اذا اضطرتهم الحياة للعيش او الدراسة فـــــي الخارج يعودون وفي نفوسهم تافف من حياة مجتماعاتهم...ربما بلغ البعض حــد  التكبروالاستقذار...وقد سافر الندى وراى صنوفا شتى من الحياة المدنية الراقية لكنه ظل الابن البار لبلدته....عاشقا لارضه , حتى البقعة الاولـــى التي اختط فيها اول كوخ له لم يبرحهـــــــــا رغم معاركه الدائمة مع الرمال ورغم تبديل كثير من ابناء بلدته وجيرته لمنازلهم بحكم زحف الرمال المتواصل....ظل وفــــــــــيا لتلك الساحة ينازل الصحراء وتكون الحرب سجالا بينهما حتى انتصر واقتنعت انه لن يبرح تلك الارض التي الفته والفها....
قالت لــــــــــي بعض العجائز اللائي كن يزرن انواكشوط للتداوي انه مع حرصه على دوام صلتهن , كان يحملهن فـــي سيارته ليريهن معالم كن يسمعن عنها وما كن يقدرن ان يرينها راي العين , مثلا كان يذهب بهن الى المطار ودار الاذاعة وبعض الفــــــنادق...ويريهن المحيط والمعرض وكل معالم انواكشوط...من يفكر في هذا غيره رحمه الله؟؟؟عندما قلنا ان الندى سافر الى خارج البلد فــــانا واعون انها كانت زورات قصيرة لانه امتنع عن الدراسة او العمل في الخارج - وقد وجد الى ذلك سبلا متعددة – برورا بوالديه فكما قال لي ذات مرة انه لايستطيع ابدا رغم الفـــــــرص السانحة ان يجعل والديه وراء ظهره...كان لا يمضي عنهما اكثر من اسبوعين مهما كانت شواغله , وقد ذكر لي بعض الشيوخ ان سيد ولد الندى اشهده علـــــى برور الندى ورضاه عنه...وسيد محليا معروف انه قليل الحديث عن اولاده......
كان رسولا امينا من رسل العلم والمعرفــة حتى في سنوات التصحر العلمي والجفاف الخلقي جاهد ليبحث ويدون ويسجل كثيرا من تاريخ موريتانيا عبر عصورها المختلفة :   فالف في التاريخ...والاجتماع...والادب..والفقه...الخ




15- من اهم مؤلفاته:
1-    دور المحاظر في موريتانيا  بحث بحث لنيل الشهادة من المعهد العالي
2-    دور المحاظر في موريتانيا وقد عمل هذه الدراسة بعد الأولى وسماها بنفس الاسم وقد تكفل الشيخ/محمد الاغاثة، بطباعته للمؤلف وقد أرسل له نسخا تجريبية وهذه النسخ التجريبية بعضها موجود 
3-    تحقيق نوازل ولد بلعمش، تحقيق مشترك بين كل من: محمد يحي ولد سيد أحمد ، السالك ولد محمد المصطفى، وهذا العمل قاموا به لصالح المعهد إلا أنه توفي قبل اكتماله وقام الأخوان بإكماله
4-    معجم المؤلفين الموريتانيين
5-    الخريطة الموريتانية من خلال الشعر الحساني دراسة لصالح المدرسة العليا للأساتذة
6-    الوسوم الموريتانية
7-   دراسة للخريطة الموريتانية مدعمة بالخرائط لم يذكر لها عنوان وتتطرق للمناخ والتربة والسكان والمنظمات العاملة في موريتانيا
8-    دراسة حول المستعمر
9-    الكحلاء والصفراء في موريتانيا
10-   الامثال الحسانية
والندى مجاز فــــــــي القراءات المشهورة , له شهادات عليا يفوقها مستواه العلمي...لم يضخم بها سيرته الذاتية في حين نؤلف نحن وغيرنا من الاميين اسفــــــــــــــارا ومجلدات لسير ذاتية مختلقة رجاء التعيين اوالترقية...
فـــــي يوم 13/مارس/2000 كان الندى في اغفاءة قصيرة قبل صلاة الظهر , وحين احس بقرب الوقت نهض ليتوضا ويذهب الى المسجد للصلاة...لكن روحه الطيبة كانت علـــــــــــى ميعاد مع خالقها...ميعاد حضره الندى وكرس كل حياته من اجله...مقتنعا انه مهما فعل فان معوله دائما على رحمة الله....
لم يكن الندى وزيرا..ولامديرا كبيرا...لم يكن من لصوص الوطن اوصعاليكه...ولم يكـــــــن ابا وزير او مدير اوصعلوك نهاب....لذلك كان موكب جنازته عظيما جدا ..وكبيرا جدا...فــــلم تتعطل حركة المرور في العاصمة حتى يخرج الموكب المهيب...لم تدو صفــــــــارات الشرطة ومنبهات السيارات لافتة انظار الناس الى طـــــــول الموكب والعدد الضخم من السيارات...لم يكن راس الموكب في (تنويش) وذيله عند (اكلينيك)...لا..فالندى ليس لاعب كرة ماهر افتقده فريقه فجاة..لا...وليس نجما من نجوم الفـــــــــن يبكيه المعجبون والهواة...وليس وزيرا ولا ابا وزير يتدافع المتملقون ليروا انفسهم طمعا اوخوفــــا..ليس الندى شيئا من هذا كله....بل هو عبد من عباد الله الذين يمشون فـــي الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما...لذلك جاء فـــــــــــي موكب كبير..كبير جدا ...سيارة واحدة تقل جثمانه الطيب....هكذا كان يريد


16- الندى لجنازته ان تكون...فكما كان يعمل في صمت..ويكبر في صمت اراد له الله ان يرحل فــــــي صمت....دخل المقبرة بهدوء ودفن بهدوء وغادر الناس الــــــــــــى القرية بهدوء..بلا جلبة ولا ضوضاء ولااعتراض على قدر الله....هذا فـي حين تحولت كثير من مناسبات تشييع الموتى الى مناسبات لأحاديث الفـــضول والسياسة , وذكر اخبــــــــــــــــــار الصيف وامـــراض البقر , حتى داخل المقابر وفــــــــوق الاجداث...وقل المعزون في الندى ...ومن يعزي المعزون ؟؟؟...وما كان الندى ابا احد مــن وزرائنا ولا تجارنا الكبار ولا موظفينا السماة.....يتقرب اليهم ويسعى الـــــــــى كسب ودهم...وكم تحولت اجتماعات العزاء ايضا الى حفـــــــــلات ولقاءات للتنسيق السياسـي والدعاية المكشوفة واحاديث يغلب عليها الهزل ...واللغو ..والنكتة الرخيصة...واحيانا الــــــى تلاسن واثارة النعرات الحزبية...  بعيدة كل البعد عن جو الخشوع والعبرة ...لله درك ايها الغائب الحاضر والراحل الباقي ما اعظمك حيا وميتا...
بعض المراثي التي قيلت فيه:
قال الشاعر محمد الحافظ ولد احمدو:

خليلــــــــــــــي لا تغتر بالعيش مسعدا     وان ابرق المامول فـــــــيه وارعدا
وخذ من هدى المخـــــــتار اسوة قانت    لشد مآزير الحنــــــــــــــــيف تجردا
فـما هذه الدنيــــــــــــا سوى حلم نائم      وغير سراب غر ظمــــــــان بالكدى
فــــــــــاكثر من التذكار للموت جاهدا     وكن فــــــــــــي ملذات الدنية ازهدا
وشمر لادراك الذخائــــــــــــر في غد       وكن كالندى حام الحقيقة مرفــــــدا
على الاريحي العبقري الفـــــتى الندى     لتبكي جــــــــــبلات المكارم والندى
وتبكي سجيات الظرافـــــــــــة والتقى      ليبكــــي عليه العلم والحزم والندى
فـــــتى عاش بين المهد واللحد دارسا     ينقب عـــــــن مكنون مؤترق الندى
علــــى خير ما يمضي الرجال شهامة     وعفة اخلاق مضى المصطفــى الندى
سقى قبره المعمــــــور بالذكر والتقى     حبي مــــــــــن الرضوان يهطل مزبدا
وحفــــــــــت به حور الجنان خرائدا        تغني مزامير السعادة ســــــــــرمدا
وطافت عليه بالكـــــــــــــؤوس ولائد      تسقيه فــــــــي الخلد الرحيق المبردا
ولا زال فــــي الفردوس دهرا منعما        واولاه فـــــــــــــيه الله قصرا ممردا
وبارك في الابنــــــــــاء والاهل كلهم       ووفـــــــقهم ان يسلكوا سيرة الندى
بجـــــــــــــــــاه رسول الله سيد خلقه      عليه صلاة الله مثنـــــــــــــــى وموحدا



17-
وقال محمد يحي ولد سيد أحمد، في رثاء أخيه وصديقه الندى ابنه رحمه الله
بتاريخ:13/مارس/2000 الموافق يوم التروية الثامن من ذي الحجة سنة:1422هـ.

هو الرزء فقد ابن الندى، ذى الندى" الندى "
صديق الندى حامي حماه أخـــي الندى
خليل النــــــــــدى من كان يرضاه صاحبا
واعرق عنه ذكر ذاك وأنجــــــــــــدا
فـــــــــــــــــــمنه المسمى طابق الاسم أنه 
غدا بالمساعي "مصطفــــــى ومحمدا"
قضى السيـــــــــــــد بن السيد الماجد الذي 
بأخلاقه المثلـــــــــــــــــى سموا تفردا
قضى رجل ماشئته ذو شمـــــــــــــــــائل
حسان كعرف الروض أخضله الندى
وظرف وعقل راجـــــــــــــــــــح ورزانة
وعطف ولطـــــــــــــف حكمة وتوددا
وذو الخلق المرضي يجنـــــــــــــي سعادة
بدنيــــــــــــاه والأخرى بها كان أسعدا  
قضى رجل راقت وطابت طبــــــــــــــاعه
بغر الــــــــــــــمزايا قد تآزر وارتدى
فتى كان عذب الروح يرضيك جـــــــــــده
ويرضيك منــــه الهزل إن طرق الددا
وفـــــــــــــــــــــــــي بحثه ءادابه وسلوكه
وفــــــــــــــي طبه نيل الشفاء لكل داء
وفي ذكره فـــــــــــــــــــي هديه في حديثه
على أنه قد طاب نفــــــــــــسا ومحتدا
فلله منه مومــــــــــــــــــــــن محسن بدت
مزاياه فــــــــــي شأو العلى بلغ المدى
ولست بمستثن ب "إلا" فــــــــــــــــضيلة
ولا بسوى أو غير حاشـــــى خلا عدا
لئن غاب عنا فالفـــــــــــــــضائل لم تغب
فـــــــــــــــــكان بغر المكرمات مخلدا
وعمر الفتــــــــــــــى الثاني المخلد ذكره
ومـــــــــــــا مات من أبقى ثناء مرددا
سقى الله قبرا حلـــــــــــــــه غيث رحمة
وملأه نورا وروحـــــــــــــــــــا وبردا
وأنسه فــــــيه ووسعــــــــــــــــــــــه له
وأولاه فــــــــي الفردوس قصرا مشيدا
ينال به ما دونه تقصر المنــــــــــــــــــى
ويكسى حريرا فــــــــــيه يلبس عسجدا
وعوض خيرا مــــــــــــن ذويه وعوضوا
من الندب خيرا لا يزال مجــــــــــــددا
فصبرا ذويه تربحـــــــــــــوا الأجر بعده
بوعد كريــــــــــــــم ليس يخلف موعدا
أعزيكم فيه بأفـــــــــــــــــــــضل مرسل
وأصحابه أهل العلــــــــــى أنجم الهدى
وأن لابقا للمرء في هذه الدنـــــــــــــــــا
ولو أنه فـــــــــــــي المبتغى نال مقصدا
فــــــلم يحم أهل الفضل فضل وذو الغنى
غناه برغم منــــــــــــــه لم يحمه الردى
أأبناءه دمتم بدور محامـــــــــــــــــــــــد
بكم فـــــــــي المساعي والمحامد يقتدى
وتبنون فـــــــــــــــــــي العلياء مثل بنائه
وتحمون بالمعروف مــــــــــا كان شيدا
وضاعف ربـــــــــــــي أجر سعي أبيكم
وصلــــــــــــــــى على خير البرية أحمدا



18
مرثية المرحوم محمد المصطفى بن الندى رحمه الله تعالى:
الله نـــــــحن له إن شــــــاء أبقانــــا      والله نـــحن لــــه إن شاء أفـــنانـا
والله مهمـــا قضــى بالأمر نــحمــــده     فـــــالحمد لله أــل الــــحمد مولانـا
منه الحيــاة ومنه الموت هـــل نظـــر    ألا نديــــــــن لأمــــر الله إذعــانـــا
والدهر يجري لــــيلقي النـاس كلهــم     طــــي المــــقابرأجناســــا وألوانـا
والمــــــوت غاية كـــــل الخلق لاأحد    إلا لـــــــــه أجل يـــاتيه عــجلانــــا
ونحن نلهــــو وننسى أننا سفـــــر        نــحو الفـناء ونهـوى العيش نسيانا
ومــــا الحيـــاة سوى مـوت نحضره     ونحــــن لسنـا سوى آثـار موتانـا
والموت يختـــار أرواح الــكرام لــذا   ك اخــــتار أسلمـــنا قلبا وأغــلانـا
كان الندى علمـــا فــــــي كل محمدة  وكـــان أطيــــبنـــا نفــــسا وأعلانــا
وكــــان أرجحنــا عقلا وأرحبنــــــا     صدرا  وأثقلنـــا حلــمـا وأتقانـــــا
وكـــــان أصوبنــــا رأيا وأوثقنــــا      عهدا وأغزرنا علـــما وأوفـــــانـا
وكـــان أنصرنـــــا للديــن اتبعنـــــا     للشــرع اقرأنا دومــــــا وأقرانـــا
وكان أشرفنا خلقاوأوهــــــبــــنــــا     يدا وأوصـلنـــــــا أهــلا وأعطانـــا
وكــــــان أعظمنا صــبرا وأقومنـا     نـــهجــا وألطــفـــنــا قولا وأحلانــا
وكان أنفـــــــقنــــا سرا وأرحمنــا     وكــــــــان أقنعنـــــا حقا وأسخانــا
وكان أوسعنـــا براوأمنعنــــــــــا     جــــــارا وأطهرنــــا لبــــا وأنقانــــا
وكان أجملنـــا سمتـا وأعطفــنــا     علـى الضعيف وأخشانــا لأخرانــــا
وكـــان أ حفـــظنا للســر أصونا     للعرض أزهدنـــا فــــــي حظ دنيانـــا
وكان أطوعنــا لله أرأفــــــنــــا       بالخـــلق كلا وللشيطان أعصانـــــا
وكان أقربنــــا للخـــير أبعـدنا        من الشــــرور وفـي البيضاء أقوانــا
كا ن الندى قبلة العافــين بغيتهــم  وكان أشكر هــذا العصر ضيفانـــا
وكان غيث اليتامى والضعاف ومن  ضـاقت به السبـل أو مـن ضاق خلانا
وكان مأوى المعنى والكســـير وإن  شكـــا المضيـع أعلاه الندى شانـا
إمــامه الشرعة الغراء يتبعهـا       لـــــم يـــــقف إلا أحــــاديثا وقرآنا
كان الندى كاسـمه تــنـــدى ـخمــائلنـا  به وتنــتــعش الأشجــــار أغصانـا
يا ديمة من سحاب الخير ما فـــتئت    تــــطـارد المحــل تهطــالا وتـهتانا
ما بالك اليوم مـــازالـت مرابعنـــا    عطشــى إليــك وطلـع النخل ظمآنـا
من كالندى مكتبا؟من كالندى سكنـا؟  أو كالندى اليوم توفـــيقا وإحــسانــا؟
بيت الــنــدى مرتع خصب ومــأدبـة  عظمى وقلب الندى تلقاه مـــــيدانـــا
قرب المكاتب قرب السوق إن تـعـبـت رجلاك فــأت تجــد أهـــلا وإخوانـا
تلق البشــــاشة تـــلق الود تــلق قرى وتستــفــد من ثــمار العـلم عرفـانـا
وتلق سيارة وقفــــا ويـــاعجبـــا       كانت مطيـــة أقصانــــــا وأدنـــانـــــــا
واليوم لما مضـــى مـات الندى وهـــوى  بدر الدجـى وتوارى النجم حيرانـا
وغابت الشمس عنـــــد الظهر واحتجبت قبـل الغروب الذي عــاشــته أزمانا
ومـــــــات أنــــفــــــعنا للــمــــسلمين وأســعى في مصالحهم منا وأجرانـا
لم يحمل الغل بل طـــــابت سريرتــــــه   وكان أصدقنـــــا قولا وأشـــفـــانــا




19- فمن لمدرســـة الأخلاق أكملـــها؟   مـن للضعــاف جميعـا من لمرضــانـا؟
من للمســــــاجد؟من للعلـم ؟من لذوي   الحاجــــات بعد الندى شيبا وشبانـــــا؟
من للصريــــخ ومن للجار من ـهمــــا   بعد الندى إنــه قد كان أرعـــــــــانــــــا؟
أخفــــــــــف بظل الندى قد كان أذكرنـا   للفــــــضل لكنــــه للســـــوء أنسانــــا
أرفــــع بقدر الندى أمتع بعشرتــــه      أحسن بصحـــبـــتــــه سرا وإعــــلانـــا
قد كان أوثقنــــــا بالله أخلصنـــــا     لله أعملنـــــــا فـــــــي الله أصـــــــفـــــانــا
وكان أبسطنــــــــا طبعا وأعظمنــا   معنى وكان بمـــــــا ياتيه أرضـــــــانـــــــا
لم يملك المــــــــــــال لا إبــل ولا بقر    لكنه كان فـــــي المعروف أغنانــــــــا
مصيبــــــــة الدين والدنيــــــــا مصيبته     مــصيبة الكـــل  ســــودانــا وبيضانـا
مصيبة الضيـــــف والأطيار والــبـؤسا   مـــصيبة الفـــــقرا طفـــلا وكهــــــلانــا
ستون عاما قضاها فـــــي مجــاهدة   وبذل مــــــال وتحصيل لــــــــــــما زانـــــا
لو كان يفـــــــــــدى بمال أوبــبذل دم  لسـارع الناس أفــــــــواجا ووحدانــــــــــا
لكنمـــا الموت مكتوب لـــه أجـــــــــل والنـــاس تلـقاه نسوانـــــــــا وذكرانــــــــا
يــا قبر أنت حويت اليوم أحمدنـــــــا  سعيـا وأطيبنــــــــــا روحا وجثمانـــــــــــــا
ياقبر طبت فسد من فـــــيك مفــخرة  وطــــــــــاب فــيك الندى نزلا وجيرانــــــــا
يا رب بلغه أجر الصــــالحين ومــــن أحببت واكتب له لطفـــــــــا ورضوانــــــا
أسكنه جــــــنــــات عدن تحتـها نــــهر فـــي ظلها يجتني روحا وريــحانــــــــــا
أفــسح له القبر نوره وهب أنــــــــســا  وارزقه مقعــــد صدق عنــد مـولانــــا
وارزق ذويه العلا من خير مــــنزلة      حتــــى يكونــوا جميعـــا مثل ما كانــا
صلــــــــى الإله علـى الهــادي وعترته  خير الـــــورى نسبـا فـــضـــلا وإيمانـا

                            المرتضى بن محمد أشفق

هناك تعليق واحد:

  1. رحم الله الندى رحمة واسعة يبقى فيه دائما ما لم يقل

    ردحذف