تتشرف مدونة اغشوركيت اليوم
ان تتحدث عن علم كبير من اعلام المدينة , وقامة سامقة من قامات العلم والاخلاق
والتميز....يسلم ولد ميلود ... .المعلم الكبير ايام كانت الصفة لا تطلق الا على من
يستحقها بجادرة ...زاحم وصارع ليظهر للعالم من حوله ان معلم العربية ارادة امة , ورسالته مصير شعب , لم يستطع المرجفون في المدينة ومن حولها ان يوقفوا مد جيل حاصرته رمال الدعاية والتشويه , جيل آمن ان الارادة لا تقهر وان طلائع الضاد الاولى ستنتصر.....
يسلم ولد ميلود |
-
بلدية أغشوركيت من أهم
المراكز العلمية العريقة في موريتانيا فقد أنجبت هذه البلدية العديد من المفكرين والأدباء والشعراء
والباحثين ، كما اشتهرت بالمحاظرالقرآنية الكبيرة ، والمدارس الفقهية والنحوية .
ومن أبناء هذه البلدية محمد المصطفي ولد ميلود
الملقب يسلم ولد ميلود الذي اشتهر بحبه للعلم فقضي معظم حياته في طلبه متنقلا بين
المحاظر والمعاهد العلمية الوطنية .
ولد
يسلم بن ميلود سنة 1937م وبدأ دراسته المحظرية مبكرا وتنقل بين معظم المحاظر
الوطنية ، وكانت رغبته الوحيدة في تحصيل العلم بمختلف أنواعه ، فتعلم القرآن
والفقه والسيرة والنحو والتاريخ والصوفية والطب التقليدي والحديث... ، كان يدرك
بأن العلم لاحدود له ، وفي قصة طريفة يروي أنه كان يدرس علي العالم الجليل الشيخاني
ولد الطلبة العلوي ، وذات يوم قال له الشيخاني أن يرجع في "روسي" وهي
عبارة تطلق على بقية المتاع يوم الرحيل،
إلا أن يسلم الذي يري بأن الوقت يجب أن لا يضيع في غير طلب العلم ، قال له "
أنا لم أأت للخدمة، وإنما جئت لأجلس بجانبك لآخذ ما في صدرك وأذهب ! فضحك شيخاني وقال له لك ذلك " ..
التحق يسلم بمعهد أبي تلميت المؤسسة العلمية شبه الوحيدة
آنذاك وتخرج منه معلما ، درّس في مدينة كيهيدي سنتي 1973- 1974 ثم حول إلى الإدارة الجهوية للتعليم الأساسي في مدينة ألاق وظل بها إلي أن توفي رحمه الله في
ابريل سنة 1977م.
ورغم المرض الذي عاني منه
يسلم مبكرا إلا أن ذلك لم يضعف عزيمته عن البحث والتأليف ، وتوجد الآن بدار
الثقافة في نواكشوط نسخة من مخطوط نادر له
بعنوان " الموجز في التطورات التكوينية والانقلابات التاريخية " وقد جمع
فيه الكاتب بأسلوب رائع بين التاريخ العربي الإسلامي، وسير وأنساب الخلفاء والملوك العرب، وبين علم
الفلك والجغرافيا وذلك في طرح رائع تشك معه أن الكاتب تربي في البوادي في ندرة
مطلقة للمراجع والمصادر .
العلامة المختار ولد حامدن |
ويقول المؤرخ الموريتاني
المختار ولد حامد معلقا على هذا المخطوط :
أقول وخير القول مـا كان محكما إذا استخبر المثقفــون وهم هم
متي اعترفت بالفضل قوم لفاضـل فإن اعترافي فـــي محمد يـسلم
فـتـــي سـالم من كل عار شبـابـه كذا الدين منه والمروءة أسـلـم
وهذه الأبيات الشعرية وجدتها
في مكتبة الفقيد وهي للشاعر الشيخ ابن أربيه ينوه فيها بالمكانة المعرفية ليسلم بن
ميلود وذلك أيام كان طالبا في معهد أبي تلميت سنة 1970 م
وإليه ترتاح النفـــــــــــوس
غلبة فيــــــــميلها طبعـا بغير تطبع
ينساغ للأذهان أول مـــــــــــــرة ويزيد حسنا ثانيا في المرجع
فيخال سبق السمع من لم
يستمع ويـــعود سامعه كأن لم يسمع
كالروض يغدو السرح فيه
وينثني عنـــــــد الرواح كأنه لم يرتع
وإذا عرفت له بنفــــــــسك
موقعا تختـاره يهــــــدي لذاك الموقع
من كان مسطاعا له
فــــــــــلياته وليغــن راحته امرؤ لم
يسطع
والجل من شعراء أهل زماننــــا ما إن أري في ذا له من مطمع
حواء بنت ميلود
والجل من شعراء أهل زماننــــا ما إن أري في ذا له من مطمع
حواء بنت ميلود
رحم الله يسلم ولد ميلود فهو عملاق مغمور ....عالم ...مرب...طبيب...وحكيم..قال عنه المرحوم المختار ولد حامدن ايضا : يسلم ولد ميلود جمع عقل اهل اكيد وكرم اهل الشرق....وجزى الله بنته حواء ونرجومنها المزيد ....
ردحذفاللهم ارحمه واغفرله فهو -بحق-عملاق مغمور...ومرب..(فذ).كأن الشاعرعناه بقوله حين قال:
ردحذف(حلف الزمان ليأتين بثله@حنثت يمينك يازمان فكفرى)