الاثنين، 31 ديسمبر 2012





تغريبة الروح / للشاعر الكبير محمد / ميلود


ألا أيها الجرح الذي ظــــــــــل صامتا                و فـــي صمته شوق إلــى البوح جامح

ترتل من سفر المواجع زفــــــــــــــرة                و كالحـــــلم الموؤود غاد و رائــــــح

حنانيك لا تكبح صدى العسف والأسى               فـــــإن بريق الفجر لليل فاضــــــــــــح

و قد يجهش الناي الجريح بدمــــــــعة               فـــــــتخضل أرواح  وهت و قرائـــــــح

صمتت فباحت بالذي أنت كــــــــــــاتم                 مدامـــــــعك الحيرى فصمتك صــــــادح

حنانيك يا معشوشب الروح قد وشــــت             بمكنــــون سر الصمت  منك الجــوارح

أسافر في عينيك سبعين حجــــــــــــــة              فيغتالني عرف من الرصد فــــــائــــــح

فلا رقئت عيناك من دمــــع روحـــــها              فـــــــجرحك من تغريبة الروح صــــادح

تبوح بسر أرهق النفس كتمـــــــــــــــه             لك الله من دمــــــع بسري بائـــــــــــــح

أتصمت يابن العسف والدمع صــــادح             و روحك تتلى من دماها الفـــــــواتــــح

أتجهش في صمت يشعشعـــــه الصــبا            و دمعك فـــــــــي بيد النهاونــــــــد نازح

فدنياك جرس للنواقيس و المـــــــــدى             لهاث، وزريـــــاب بكته النوائــــــــــــــح

وصمتك جرح بين جنبيــــــــك  نازف             فــــكيف تغني العين و القلب نائــــــــــــح

إذا كان قلب المرء بالعســـــف يكتوي           فــــــفي العين يبدو ما تكن الجوانـــــــــح

وإن ضاق عمق البحر ذرعا بقـــــيده             ففـــي وجهـــــــه عات من الموج كــادح

تسورت محراب القريض فأينعــــــت            ظماء القوافي و الحروف الكــــــــــــوالح

فيا ذابل الأحداق يا من بصمــــــــــته           نــــــــلوذ، ومن تجــثو لديه الجحاجــــــــح

دموعك وحي النار تنفث في دمــــــي           وصمتـــــك بوح من لظى الآه لافـــــــــــح

حنانيك لا تكبح صدى العسف والأسى          فإن بريـــق الفـــــــجر لليل فاضــــــــــــح

و قد يجهش الناي الجريح بدمــــــــعة          فتخضـــــــــــل أرواح  وهت و قرائـــــــح


الشاعر: محمد ولد ميلود