الخميس، 25 ديسمبر 2014

من :(اوراق منسية):
المرتضى/محمد اشفق

لم تكترث بالعيد
لم تلبس ثيابا فاخره
والجيد عار من درر
لم تجعل الحنا على قدم
ولم تجلب اليها "صانعه"
لم تعطها عشرا من الالاف كي
تبدو يداها في خطوط منكره
خرجت كما كانت ترى
 في كل يوم مشرق
تمشي تدفق بالانوثة وحدها
انثى توزع سحرها
لم تستعن بوسائل التجميل
هي وحدها دون المساحيق التي تنفي الانوثة والخفر
هي في الشوارع وردة لا كالورود
 وزهرة لا كالزهر
تمشي فيسطع طيبها
ويذيب اوجاع الحجر
نغماتها سحر
كحبات المطر
والصدر طفل شارد
 يرنو الى همس الشجر
يهتز مع وقع الخطى
كتموج البرق الذي يحكي تسابيح المطر
ما كنت احسب انني يوما سالقاها
على جنب الممر
قرب العمود اثني عشر
قرب العمود اثني عشر
غرب الحوانيت التي تؤوي فضوليي البشر
ما كنت احسب ان قلبي
يستجيب بسرعة
وتصيده ليلا على ضوء القمر
انثى
وليس لها سوى وجه بريء او حبال من شعر
وتقول لي :
انت الذي قد كنت اسمع انه
متغطرس صلب كجلمود الصخر
متكبر جلف كإزميل التتر
فسمعت شعرا حالما
حلوا كانفاس السحر
ما كنت احسب انني
- ومدينتي هذي -
ارى يوما على رمضائها
شيئا جميلا فاتنا عذبا كالحان الظفر
وقصيدة مكتوبة من جسم انثى
قد خلت من كل شيء مستعار
تحت اضواء القمر

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

من (اوراق منسية)
المرتضى /محمد اشفق

أحبك ياقبضة من درر
أحبك يا نفحة من زهر
أحبك ياشبحا من خفر
أحسك بين الغيوم وفوق الشجر
أحسك في وحشة الغاب, في دهمة الليل
أحبك طيفا بصمت السحر
أحبك يا بسمة حلوة, يا شعاعا رقيقا
ويا ظبية أنت تصطاد صلد الحجر
أحبك يا نغمة تضرم النار, تذكي جحيما من الذكريات لظى تستعر
أحبك أنت جموح الخيال, وأنت اختزال الزمان
وأنت انبلاج الصباح الأغر
وأنت انفلات المشاعر من قفص الكبت
أنت الخواطرتخترق الوهم والحاجز المشمخر
وأنت ملاك الجنان ووحي الفكر
أحبك في صبية يركضون وراء الظلال
أحبك في ومضة البرق, في نفحات العبير الزكيه
وفي دندنات الطبول وفي لمعان حلى بدويه
وميس الغصون, وحين يباغتني هاجس قدسي
أحبك في أحجيات السمر
أحبك أغنية من حديث الزهور تهد الجبال, وتسبر غور البحار
وتعبر موج الأثير لتنقر قلب القمر
فأنت نبوغي وملهمتي وحروفي تدوي مجلجلة وملوحة لتغرس قوس الظفر
وأعترف اليوم أني ضحيه
وأني سعيد لأني أحبك
أني ابتلعت سهام القدر
فكم مرة قلت أنساك, أسلوك, جئت لأخرى
لألهو بعيدا عن الذكريات
وكم قد تلاشيت في حوة الشفتين
وكم قد تضاءلت عند جنون حور
أضعت صوابي بين جدائلها العسليه
وفي راحتيها وفي جيدها المهوي
فلم تجدني الفاتنات
ولا الأعين الناعسات
فكنت أجاملهن  وقلبي إليك
وهاأنذا اليوم عدت إليك, سليني لماذا رجوعي إليك؟ لماذا وقوفي عليك؟
لماذا مكوثي لديك؟
سليني لماذا أكون جبانا, سليني لماذا أكون ضعيفا, لماذا أنا لاأقر؟
أنا اليوم بين أناملك الناعمات, أنا الخيط فلتعزفيني الوتر
وبين يديك وجودي, فهل تقبليني وصيفا يرتب بيتك, يحكي الأساطير, يروي العبر
ويحمل باقات ورد إليك, يسوي الشعر
وإلا فنقشا بإحدى الحجر
فإن تفهميني أكن قوة لاتحركها العاديات
وهوج الرياح, أكن قوة لاتخاف الصواعق
ولا العاتي المنهمر
وإن تفهميني أكن كوكبا شاهقا, أكن فارسا, أكن بطلا عبقريا يداعب حبك بين النجوم
أكن شاعرا يحتسي جرع الكوثر العذب من فيك
يستل من قلبه رامسات الصحاري, وتيه السراب, وينسى ليالي السهر
يعيش بحبك فوق البشر

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014


انقلاب...
المرتضى / محمد اشفق

محمد يحيى اربعيني موشك على التقاعد قبل التوظيف.... لم يعد  امامه الا ممارسة السياسة المحلية فهي التي توفر للاقزام قامات طويلة وتتلافى الساقطين من ذوي الحظوظ المتعثرة....الم تجعل من "اعيمر" الذي لا يميز بين باريس وافغانستان موظفا ساميا وممثلا للقبيلة في انظمة مختلفة....لماذا يحرم نفسه بحجة المبادئ التي تفقر الناس وتجعل حياتهم شقاء متواصلا وكدحا لا يفلح؟؟
دعا عشيرته الاقربين ... وحثهم على الظهور وممارسة حقهم السياسي دون الوصاية من احد ...الا ينتمون الى اعلى السلم الطبقي خصوصا ان اخوال ابيهم لا احد يعرف اصولهم؟ فلماذا اذن يرضون بالتهميش والتصفيق لغيرهم ليعلو نجمه وتكثر ذات يده ويكتفون بالفتات يرميه اليهم كخراف اقعدها الهزال عن المراعي.....لا ...لا من الآن (بكسر النون لانه على راي السيوطي) فصاعدا سيخلعون عنهم ربقة الاسترقاق السياسي والتبعية العمياء.....
حتى "لفريخ ملعينين" الذي كان يسرق خبز "الكانتين" ويبول اذا نام على سريره في "الدورتوار"  بثانوية لكوارب وطرد من Seconde A صار من ارقى الموظفين.....اما هو فصحيح انه لم يكمل دراسته نظرا "للمحور" الذي كان يبكيه في الفصل لان طعام CORNE BOEUF لم يوافقه ....لكنه يعرف كل الصيغ الصرفية واوزانها ويعرف عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل مثل زينب جميل في عينها الكحل...ويعرف زحافات الطويل....والاستعارة المكنية.....ومن الفرنسية يعرف ان جمع un chacal  هو des chacals  وان جمع un cheval  هو des chevaux ومن الرياضيات يعرف identitees remarquables  les  و كوزينيس A هو في الحقيقة مثقف عال ويستحق التعيين.....نسي انه في العلوم يعرف ايضا ان 
l eau est un liquide qui prend la forme du recipient qui le contient
يعرف هذا من قديم الزمان... لا هو في الحقيقة – فتبارك الله - عالم متعدد الاختصاصات
   اصبح محمد يحيى مصدر قلق لبعض النخب السياسية خصوصا امام زيارة الرئيس وقد توعدهم ان يصيح امامه ان منعوه من مقابلته انهم لا يمثلون الا انفسهم ..هددوه..توعدوه...ثم بدا لهم ان يصالحوه....دعوه الى وليمة ضخمة زعموا له انها على شرفه...ولما عدد اطباق الطعام واشكاله تمنى ان لو اعطوه ما انفقوا فيها نقدا ....وفي نهاية الدعوة وعدوه بوظيفة سامية ستمحو عنه اثر السنوات العجاف ....سنوات البطالة والانتظار....
جلس في بهو العمارة يعد اعمدتها الرخامية...ويتلمس الجص والآجر...كاد يقع وهو يفحص الارضية المغطاة بالمربعات الملساء المتعددة الالوان...نظر الى اعلى فاندهش باصطفاف الثريات واشكالها البديعة وهي تبرق وتنبعث منها الوان زاهية....ولج الى الداخل وجلس على مقعد ضحم  مع بعض الزوار....نظر الى الابواب ومقابضها الفضية ...مرر عليها يديه ....حرك المفاتيح اللاصقة الى اعلى واسفل....ثم عاد الى الجلوس وهو يتفقد حركة الداخلين والخارجين كالباحث عن ضالة بشرية....اعجبته البذلات المدنية وربطات العنق...ثم انقطع الى قطيع السكرتيرات وبدا يعلق على سوقهن وعراقيبهن رغم ما يحملن من وقاحة المسوح وما ينفثن من عطر رخيص : فساقا تلك دقيقتان مثل 11 ... وعرقوبا هذه مثل " les guillemets" "اتف الا افيطمة"  وهي حرمه...غيبت الدهاليز القطيع فاجال بصره وتساءل عن موقع مكتبه ...لا شك انه ذو الباب الغامق ...كان على موعد مع زعيم سياسي محلي ..
استعرض المناصب العليا في الدولة ليختار منها قبل ان تقترح عليه ...وكان بعضها يصرفه عن بعض...لم يستطع ان يجزم بايها اوفر مردودية... فكر في منصب الوالي الذي يمثل رئيس الجمهورية في كل شيء لكن وعي المواطنين اصبح يقض مضاجع الولاة وقد ولى عهد الاستبداد والتغطرس والعنجهية ... لم لا منصب محافظ البنك المركزي ? هو مقبول فبين يديه العملات يقلبها كيف شاء ويستطيع ان يملا الصناديق من الفضة دون ان يعلم احد ... "الله اكصر اعمر امحيميد ماه ليه اتفوت ما يفوت ماه اصل فلمسيد" جهر بذلك فرمقه بعض الجلاس حائرين من حديثه لنفسه..عليه ان يرضى بمدير سونمكس على الاقل سيشرب الشاي كيف ومتى شاء ويبيع للتجار بالصفقات المربحة...اوه نسي مفوض الامن الغذائي والقمح والارز والزيت "افرك" قالها جهرا ايضا فخاف بعض الجلاس وابتعدوا عنه شيئا فشيئا ..وعاد الى خواطره... لماذا لا يحاول لقاء الرئيس ويسلك اقصر الطرق ..يطلب منه كيل في كيل من ارض العاصمة...يبيع منه  حتى يصبح من اثرياء البلد....او عشرة "روموركات" جديدة تعطس فوق الكثبان الرملية محملة ب"افارين" الى المخابز "الله ال اسكي"وهو ثالث تعليق يقوله جهرا تفاعلا مع خواطره....
ارتفعت الجلبة داخل العمارة وعم الهرج وخرجت الافواج تجري تغص بها الممرات ...اطلق ساقيه للريح ...سقط ثلاث مرة بفعل الزحام والارضية الملساء ليرى الجماهير في الشارع تصيح : انقلاب...انقلاب....تذكر ان امه "عقدت له الغفران في الا يدخل "اصنادره" فتمتم " الله لا يرحمه " كان يمكنني ان اكون الآن رئيسا او على الاقل عضوا في اللجنة العسكرية فقالت لي "اقرأ" ازواي ما يعود اصنادره" ..." اعلي بصيام اسن ال اتف بلكراي وازواي ءان كاع اثر زاوي الا ش كالوه اخوال"....


الخميس، 11 ديسمبر 2014

ممثل السلطان في القرية
المرتضى/محمد اشفق

هو عسكري سام من لجنة الامراء آنذاك.....تشرفت القرية البائسة باستقباله  ...فابيضت لياليها ...وبسمت لها الايام بعد عبوس.....هو نور مبارك تعالت اشعته في سماء قاتمة لم تعرف قبله الا الظلام ....هو غيث تدارك  ضعف ظماء الصحاري والضياع...هو هدية السماء لابناء هذه القرية بعد ان طحنتهم لعنة الحظوظ المتعثرة.....هكذا وصفه قادتنا المحليون الذين طمعوا ان تنظر اليهم عين رعاية حاكم البلاد ....وهكذا كافأهم ممثله بوعد صادق ترقبوه ترقب المنهكين غيث السماء ليخرج لهم من بركات الارض.....اذاعوا في العامة قرب حضور الزعيم البطل...ممثل السلطان ..محررالارض ومجدد مجد الوطن....من سيرد الكرامة المهدورة ...ويغني امام السلطان بامجاد القوم ويشرح له كيف كانوا شمسا على  القياد ...وكيف كانوا اقمارا في سماء البطولات والشهامات ...فهو اذن امير المومنين  التي يسمع بها , ويده التي يبطش بها , وعينه التي يبصر بها....كل ذلك ايقظ في العامة شعورا كاد يقتله الياس والسنوات العجاف , ورداءة الزمن الجديد...حمية عصبية تتقد في المغفلين يركبها المكرة الى غاياتهم ...ثم ينسونها ....تفرق دعاة تحضير استقبال الزعيم في مناكب احياء القوم...احضرت الدفوف والمغنيات ....واستحر القتل في الغنم والابل حتى سالت بطحاء الحي دما قربانا لطلعة ممثل السلطان البهية...انتظمت الصفوف تتطلع الى بدر يفري الدجى ضحى ذلك اليوم الذي احتجبت شمسه وراء الغبار وابت عواصفه الا ان تشارك في استقبال كبير قدر المقام.........حضر الشيخ الحربي في بذلته الداكنة.. كنا نترقبه ...وكنا متطلعين الى رؤية هذا المخلوق العجيب النادر من مخلوقات الله... نزل من سيارته ....كان اقرب الى القصر....تقرأ على صفحة وجهه بخط التجاعيد الواضح : انا ابن السبعين....كان جسمه غريبا في بذلته وحذائه الخشن رغم انه حليق لاتميز ذقنه من لسانه....لما رأى الصفوف وسمع المغنيات تصيح ب"اتهيدين" ارتبك وارتعد وكاد يلجمه العرق الذي بلل قميصه وسرواله حتى شرع للبعض ان يقول ان معاليه – لا قدر الله -  قد بال من هول ما رأى ..فلم يستطع ان يرفع بصره عن الارض ... اختلطت خطاه وكادت ساقه تعثر ساقه .. رفع يديه رفعا سريعا كموسوس عند تكبرة الاحرام ....كان لا يصدق ان الزغاريد ونقر الطبول وشيوخا وقرا كأن على رؤوسهم كؤوس الماء , ان كل ذلك اعد لاستقبال حضرته واظهار البهجة بطالعه السعد. ....انتبه بعضهم الى ما يعانيه الرجل من ار تباك ...فقصروا الطريق واختزلت بعض مراسيم الحفل.
 في جانب أخر عضو من الوفد الحكومي ..امرة....في غابة من النساء ....ترتفع جلبتهن حتى تجزم انها الحرب استعرت.......كانت المسكينات تبالغن في الترحاب والتودد الى درجة التملق والنفاق......فقد اقنعهن قادتنا المحليون  ان فرصتهن سنحت لتسطير ما اندرس من مجدهن وسمعة قومهن......فاستكرهن على ان يجدن  بما يؤثرن من امتعتهن : ملاحف ..نمارق....حلى....عطور ..جواهروغير ذلك من مستلزمات غالية ....امتلا صحن الخيمة واصبحت كاحد اسواق العاصمة ايام العيد.....وكانت السيدة تتفضل عليهن بابتسامة شاحبة اعترافا بجميلهن....ثم اقتيدت الى الدار لتستقبلها الماشطات وفنانات الحناء والرسوم على الاكف....
تحلق الناس لسماع خطاب مهم ...فتراصت صفوفهم , وامر آمرهم ان يجلس الكل , وساد الصمت اجلالا لخطبة عظيمة...ثم بدا ان الخطبة  جمل قليلة وجد القائد البطل ممثل امير البلاد صعوبة كبيرة في ترتيب عناصرها ..قال بصوت مهموس يرتعد ويتقطع : الرئيس يسلم الرئيس جدا عليكم وسابلغه سلامكم ان شاء الله بحول الله.. انتهى الخطاب....ومع التصفيق غافلت الحضور والجنود المرافقين للحراسة شابة جسور قليلة الحياء ....شقت الصفوف المتراصة ولم يقدر احد على مسكها اوثنيها عن قصدها ...توقاها القوم بتغطية وجوههم لما رأوا من نزقها وعدم تهيبها.... بدات الفتاة رقصة رائعة فيها تثني الهنديات وتلوي الافاعى ....دارت دوارانا سريعا كالخذروف , فذرت على رؤوس القوم التراب , وفي اعينهم الحصا.. ثم حملت بساطا من الاشربة وصبته على  ظهور بعض الشيوخ في مغازلة مستهترة وتحد سافر لوقارهم...لم تكتف بهذا فقط بل اقتلعت احدى ركائز الخيمة التي يجلس تحتها القائد ورمتها على راسه ثم تلقفت قدح شراب واهرقته في حجره .....وواصلت طريقها تتفنن في رقصتها العجيبة  ..تتثنى في دلال وكبرياء وسرعة غربية....وكان على بعد امتار صبية يصيحون عليها " جنب..جنب...خيمتن فيها النبي"

المرتضى ولد محمد اشفق

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

حكايات محمذ سالم
المرتضى / محمد اشفق

لم يبق رمل ابيض او اسود الا غرس فيه محمذ سالم رجليه.....وحل فيه قصره...زاحم نينان محيطات الاطماع فابتلع مرجان البحر وهياكل السفن الغارقة.....صارع قردة الغابات على "تيفنكران" فالتقط السليمة والعوراء....طارد الكلاب والنسور عن جيف الاعنز الجرباء ....غالب الخنازير البرية على بقايا شوك القتاد المتوارية بين حجارة الاجداث, فتشققت اشداقه وسالت الدماء تخضب لحيته وعارضيه .....لزقت بين اصابعه اشساع النعال لمواصلة الترحال....ولصق ذقنه على ترقوته من طول ما نظر الى اسفل ليرى درهما تسلل من تكة بخيل...لاحظ جلاسه على وجهه مسحة حزن وجهومة حتى شبهوه بابن قزعة الذي يقول فيه بشار:
ولا تبخلا بخل ابن قزعة انه            مخافة ان يرجى نداه حزين
رغم جده المجدب , وحظه العاثر , استطاع محمذ سالم ان يحافظ على هندام مقبول ...دراعة من بزاه (درجة متوسطة )....نعلين ينتميان الى اعلى السلم الطبقي للنعال....ساعة يد يجعلها في يمناه لانه "امعسر" وهي صفة يزعم انها للموهوبين والعباقرة....يدعي ان له صداقات واعمالا مع اجانب ....يحرص على لبس البذلة في المدينة , ويدعي انه استوردها من "الخارج" الى ان جرت سفينة دعاويه بما لا يشتهي , دخل احد اعضاء حلقته في "لخيام" عليه في حانوت لبيع "افوكوجاي" ورأه في غرفة تجريب الملابس....فبادر – وقد سقط في يده قائلا – هل تعلم يا فلان ان اللباس الجيد لا يوجد الا عند باعة الملابس القديمة , انا والاروبييون وبعض العرب اكتشفنا ذلك منذ ايام......
محمذ سالم رجل ناقم ...يضمر حقدا لم تسطع الليالي الباسمة ان تمحوه من قلبه......فهو محارف مكدود , لم يفلح في حرفة .....له زاد علمي محظري وعصري لم يجلب اليه منفعة....لذلك راى ان الدنيا الحقيرة الغدارة تبخل عليه بنعيمها ....وتضن برخائها الا على الذين هم اراذل الناس وشذاذ الآفاق...كان جلاسه في الغالب يصغرونه سنا و علما ....وكانت احاديثه المسترسلة واحكامه وفتاويه التي يطلقها دون اكتراث بالدليل - لانه آمن في مجلسه من الملاحقة العلمية - تسحر هؤلاء البسطاء وهم يشاركونه كراهية اهل الحظوة والمنعمين... كان يتلذذ بتشويه من يرى انهم اسعد منه حظا  , يتمنى ان تزول النعم عن اصحابها  ويراهم غرقى بين المصائب والنقم ...وكان ينتقم لنفسه باذاعة قصص يطمع ان تكب رجالا بسمت لهم الايام , - وأرته هو عبوسة وجهها- على مناخيرهم في وحل الفضائح والرذائل...
وكثيرا ما ينطلق بعد حران ,  وينبجس بعد رشح ...طبعا لسانه لا يده ...
قدم ذات يوم من المدينة , بعد سفرة بائسة استعمل فيها ما أوتي من اساليب الاستجداء المدعوم بالاقذاع , اطلق لسانه يرعى في اعراض القوم , ويطعس كل عوراء من الكلام ....قاء كثيرا ..ولطخ اسهال لسانه كل بر بريء لكنه كذلك لم يفلح فى التصيد  بالسباب والارجاف....
قال محمذ سالم وقد قرر ان يأخذ بثأره ممن ضحكت لهم الحياة , بكشف ما اخفته الليالي ووارته الايام , قال وهو يعرك جمله :هل تعرفون "احميميد" الذي يدعوه القوم اليوم زعيما , ويتسابق رجال المسجد للسلام عليه ؟ هذا كان ياكل لوحه ....كررها , لما راى الحيرة طافية على وجوه المتحلقين حوله...فتابع : كنا عند لمرابط نيفا وثلاثين نفرا , وفوجئنا ب"كتبة" احميميد تصبح كل يوم ممحوة من لوحه وتحل محلها آثار غريبة كأثار أخفاف الحيران على الحصباء الناعمة - ذلك ربما لاتعرفونه انتم اهل هذا الزمان - هي اذن كرسم بزاه الصين الذي يلبسه الملعون "اسويد"هذه الايام .....فقال قائلنا ان الجن تسري على لوحه ...وقال بعض ان الجن تخاف من القرآن.....هددنا لمرابط واتهمنا بالكيد ل"احميميد" رغم انه لم يستطع حفظ سورة البينة, حتى قال له لمرابط انت شقي , هذه السورة لا تمكث في صدور الاشقياء....رغم ذلك توعدنا لمرابط وهددنا , وكان هو الآخر خائفا من تكرار الظاهرة.....حتى اكتشفنا انه خلال ذلك الاسبوع نفد الصمغ الذي كان لمرابط يصلح به حبر الكتابة , فعوضه بقطعة صغيرة من السكر ...وكان احميميد ينزوي بلوحه ليلحس كتبته يتحسس طعم السكر...هل رايتم هذا الحقير القبيح  ؟ انه يمتلك السيارات والقطعان والفيلهات الجميلة...هذه ليست حياة....وهذه ليست دولة...
وهل تعرفون "امحيفيظ" الذي يتقلب  بين المناصب السامية اليوم , وتزاور عنا وتقرضنا ذات اليمين وذات الشمال ؟ انا الذي غششت له في (لبريفى) ...وعند الامتحان يكرم المرء او يهان , لقد حللت له تمارين الحساب , واعربت له الجمل , وكتبت له القرآن على كمه...كان دائما ذيل الراسبين.....ولما كنا في الابتدائية كان يسبق فرق الكنس الى الفصل لياكل "عداتنا" وهي سبحات طويلة من "امبسكيت" والتمر الرديء الصلب ينظمها المعلم في خيط ويعلقها على جدار الفصل ليشرح بها دروس الحساب , كان امحيفيظ ياتي الكسرة والتمرة من اطرافهما حتى لا يبقى منهما غير الدائرة الصغيرة المحيطة بالسلك , كان شيطانا ماهرا في صنعته كنا نسميه "الفار" ...اريتم ان مثل هذا لايستحق ان تعينه الدولة في منصب....لكنها الدنيا الدنية التي لا تزن عند الله جناح بعوضة.....هذه ليست حياة...وهذه ليست دولة....
هل تعرفون "امزيدف" صاحب الحظوة والمقام والحوانيت على رصيف العاصمة ...وقد سمعتم ان والد خديجة فضله علي , هذا الرجل أغرل..وعند الختان يكرم الرجل او يهان..عندما اكمل الشيخ محمود عمليته ....وجاء دور امزيدف صاح مغضبا :....هنو ابنكم لا تدركه الابصار , ولا تقدر عليه المناقيش....انا لم ار الا نتوء دقيقا كلسعة البعوضة خلتها اولا حبة من "لحمير" ملتصقة اسفل بطنه  ..هذا بنت .. انا لااختن النساء...فردت والدة امزيدف غضبى : ابني طفل نبيل ذوحسب ونسب وليس مثل هؤلاء الحمير وابناء الزناء...
امزيدف يا اخواني ولد خداج...القته الرحم بعد ان خافت من صورته , هل ايقنتم ان الحياة اليوم غدارة فاجرة ..هذا العنين الاغرل يقيم في كل موسم عرسا تغني فيه الملاح حتى الصباح..هذه ليست حياة..بطن الارض خير من ظهرها للرجال الاقحاح...لا حت الطلائع الاولى لفجر جديد ..انفض المجلس ...وتفرق القوم , وانهم ليحنون الى الاستزادة من احاديث محمذ سالم...

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

خطاب الزعيم 
المرتضى/محمد ااشفق
ايتها الامة الغالية....
ايها الموطنون ايتها المواطنات
هاانا اطلع عليكم من جديد كما كنت اطلع منذ عشرات السنين...ما بدلت ولا غيرت ولم ترسم حوافر الزمن آثار الشيخوخة والوهن على جسمي وعقلي....انا هو انا وان تعددت تجلياتي واسمائي ...انا جميل كالبدر رأته قرون وامم لكنه ما زال مضيئا يطرد وحشة الليل...
ذات يوم – شعبي العزيز – قررت ان أحكم وان انصب على هاماتك عرش مملكة لا تغرب شمسها , فقررت ان اركب اكتافك الوطيئة الى مبتغاى الكبير....همست في آذانك كهاتف خفي ان تتمزق لتتقطع اوصالك....واستوردت لك النماذج الجاهزة , والاحلام الوردية الخلابة.... وتعاميت عنك وتركتك تنشا وتتخلق.... في ارحام مختلفة...فكبرت ونموت في بيوت القش والصفيح ...وفي ازقة الاحياء الشعبية...وفي باحات المؤسسات المدرسية...وتصاممت عن صغار المخبرين ليتركوك توجد وتتمدد عبر خلاياك الصغيرة...ثم بدا لرقيبي العتيد ان الجذوة التي تحتضنها البيوت السرية قد تصيرلهبا  يخشى ان يعم  وبذلك ستشكل خطرا حقيقيا على مملكتي وسلطاني....فامرتهم ان يغمزوك لتعلم اني مستيقظ...فداهموك في مراقدك , ومزقوا بعض منشوراتك...لكن حياتك  ضرورية لي فابقيت فيك رمقا ولك املا....فتسارع امتدادك وترسخت قناعاتك وآمنت بالحرية والعدالة ... فقررت ان ادشن فن الوقيعة بين مكوناتك وجماعاتك وهو فن واق من شغب الشعوب....فتملقتني وارشدتني الى مكامن خطر اصدقائك وكنت امهر واخلص  من المخبرين السريين ...فاوهنت عزائمهم واحبطت مكائدهم ...ولما زعمت انك استاثرت بي جاء دورك لتتناول حصتك من الاقصاء والعقاب , فانا ملول لااصبر طويلا على فريق واحد ...فقربت من وشيت بهم...تقربت اليهم ذراعا فتقربوا الى اميالا وقصدتهم حبوا فطاروا الي....وفتحت آذاني وحقائبي فاقتصوا لانفسهم منك....انت ايها الشعب قطع شطرنج صغيرة وخفيفة اتسلى بها واعبث بها واحركها ذات اليمين وذات الشمال دون رفض او ممانعة.......
 شعبي العزيز: مارست سياسة المباغتات للولاة والوزراء في اماكن عملهم وكم تلذذت بخوفهم مني وارتعاشهم امامي وانعقاد السنتهم عن الكلام في حضرتي ....فحكمتَ انني اعدل من العمرين ....ثم وظفت جناحي الاثنين ولعبت لعبة اخرى ذكية فزاوجت بين تنظيمات رومانيا الشيوعية  والقتل وقطع الايدي باسم الشريعة المحمدية ....فسبحت باسمي وسميتني رحمة مهداة ومهديا كان منتظرا... ثم –شعبي العزيز – اقتنعت ان اسجنك باسم الوطنية ثم اقتلك باسم الوطنية....فاحتفل بي من رملت نساءهم ومن عذبت ابناءهم .... ....
ثم بدا لي ان الدروس السرية في خلاياك تكوين عقدي منذر بقيام امة ناضجة , مؤمنة بالقضية...مصممة على ان تكون....فاشرت على كبار الجراحين السياسيين باجراء عملية قيصرية لاخراج الاجنة قبل الاكتمال...فانشات البلديات باسم انفتاح ديمقراطي جزئ لاجس نبضك واذا انت تستجيب بسرعة , وسميتني شيخ الديمقراطيين...ولبيت ايها الشعب الابي كل مطالبي فحولت المنافسة الى مصارعة وانفقت اموالك على  مواطني الفقراء لشراء ذممهم....وتسليت انا كثيرا بتلك الطفولة السياسية الساذجة....
اشركت المرأة في الحياة السياسية ...وقلدتها الوظائف السامية.... وحاربت الجهل والامية...ثم نمت قرير الجفن حتى اسر الي كبير شياطيني باجراء العملية القيصرية الثانية – انا ايها الشعب العزيز – رحيم بك لا احب عمليات الاجهاض القاسية والمؤلمة فقررت الخطوة التالية : سمحت بانشاء الاحزاب السياسية , فتكاثرت كمظاهرات صينية...وخرجتَ افراخا لم يكتمل نبات ريشها فاصابتها الضربات الشمسية..... خلعت بزتي العسكرية ... ولبست بذلتي المدنية.... وقدمت لك هدية ...دمية خشبية , سميتها الديمقراطية ... فما اروعني وما ادهاني ..ايها الشعب افتخر بي  فلن ترى عبقريا يفري فريي ....انا اعظم من الحجاج بن يوسف فذلك يقطف الرؤوس و قد اينعت , اما انا فجعلتك الفاعل والمفعول به فتعجلت انت الحصاد قبل الابان وحططت  القدور قبل نضج مافيها وسارعت الى اطفاء النيران وتجريف الحقول ....وحسنا فعلت وخدمت قائدك الذكي.....توهمت شعبي المغفل انك تحررت من سياسة البيوت المظلمة ...والخطابات المهموسة , ومداهمات زوار الفجر....وتغنيت بالحرية وخرجت في احزابك ....غير مدرك انها آخر رصاصاتي في خاصرة الفكر والقضية.......كنت ايها الشعب قويا هائلا في تنظيماتك السرية ....كنت توظف نفسك ووسائلك كلها خدمة للفكر النامي في الظلام بواسائل بدائية ....كنت مؤمنا بما تحمل من افكاروذلك ما اقلقني كثيرا لانك كنت تعلم الناس الايمان والمبدئية , وتحبب اليهم الاخلاص والتضحية , وترسخ فيهم القناعة والترفع عن الطمع والانانية ..فتلك مذابح الرجال .. لذلك اقنعتك بثاقب عقلي ومكري ان تتخذ الفكر وسيلة .....فطمعت وهنا ايها الشعب ضعفت ...ولو صبرت كان لا بد ان ينضج الفكر ويكبر ويكثر المؤمنون به وينتشر الوعي بين صفوفك وهو ما اخافه كثيرا لكنك انقذت مملكتي وقضيت على قلقي , فحلمت وانت يقظان انك ستاخذ السلطة باسم صديقتي الوفية , وعدوتك الشقية : الديمقراطية .....
ثم اطلقت مواسم الرحلات الكرنفالية , باسم تفقد احوال الرعية , وكنت اجر معي العاصمة كلها الى حيث اذهب ومن فرط محبتك لي لم تشا يوما ان تكدر صفو ضيافتي وانشراح صدري بلقاء المواطنين المؤمنين بقائدهم المنصور, فضربت الخيام التي تفوق في جمالها ونظامها قصور ارقى المدن الاوروبية .....واستقبلني المنعمون واصحاب النضارة والبجاحة واخفوا عني البؤساء الذين قصدتهم حتى لا تدمع عيناي رحمة بهم .....احضرت لي الخيل والجمال والرجال والعلماء والفقهاء والشعراء والنساء والاطفال والقرآن والفقه وطوفانا من الشعر لاستقبالي ... حاصرتني القصائد العصماء طويلة وسريعة وكاملة ووافرة .....فلم يبق في لغة العرب لفظ يفيد التعظيم والتبجيل الا جادت به قرائح شعرائك علي...ولم يبق في امهات كتب الفقه على اختلاف مذاهبها حكم في تقوية وجوب طاعة السلطان الا ردده علماؤك علي.....طبلت لي وزمرت والفت والهت واقنعتني انني الحاكم المطلق الذي لا يزول ملكه .....سميتني كاتبا وشاعرا ومفكرا حتى أريتني دكاترتك ونخبك واساتذتك في التلفاز الوطني يحللون ويستنبطون ويستنطقون الابعاد الفكرية والسياسية والاقتصادية وحتى - وهذا الاهم- الظواهر البلاغية في خطابات رئيس الجمهورية والحق انها مرتجلة امام بعض سكان البادية , لم اتجاوز فيها شكرهم على حسن الضيافة والاستقبال.....
ثم هروبا من روتين انتصاراتي واخفاقاتك ايها الشعب الكريم استعدت بزتي العسكرية ...في لعبة اخرى سميتها مرحلة انتقالية....
فخرجت في احتفالات عفوية , جابت كل الشوارع والمدن الداخلية ...ولم تنتبه انني في اقنعتي التنكرية...وصحت كالطفل البريء عاش صاحب الطلعة البهية ..اهلا بخليفة خير البرية....
واعلم ايها الشعب الكبير انني بما وهبت لك من حريات قضيت على نضج افكارك ...فالاحزاب خراب الافكار...الم تتحول الاحزاب الى اعمال مسرحية اشرفت انا على اخراجها واعطيت كتاب النصوص الاصلية ادوارا ثانوية .... ودسست فيها قطعانا من الكومبرسات فداسوا على مفكريك فصفقوا مع المهرجين ثمنا لتذكرة القطار..ما ذا حصل ايها الشعب العظيم ؟ ادخلتك في جوقتي المسرحية , ومثلت ما استحفظت من ادوار بمهارة وعبقرية .... فانا الذي قررت لك دورك معارضا او مواليا او مستقلا...تلك مسوح منتهية الصلاحية وزعتها عليك حسب هواياتي وامزجتي العصبية....فشغلتك عن الشعب , ومصالح الشعب , وابعدتك عن مبادئك النقية , بمطاردة أحلامك الغبية...ثم لعبت معي لعبتي الذكية , فالقمتك طين سفح الهزيمة وقزمتك حتى لا ينخدع الابرياء البسطاء بمعسول كلامك , قبلت بسذاجتك ان تترشح معي الى كرسي وصلت اليه على ظهردبابة لا ينحني وفرقة مدفعية...شكرا لك ايها الشعب فاستجبت وانقذتني من الاحادية , وسياسة الحزب الواحد الرجعية ...اهدرت اموالك في الحملات وطفقت تلعن امير المؤمنين في مهرجاناتك الجماهيرية , وفي وسائل الاعلام الوطنية ....فاغتر الشعب وظن ان تلك تباشير فجر الحرية ....آه ايها الشعب وانا اتسلى - وتارة اشفق عليك- وزعت عليك جرعا قوية ومخزية , من ارقى مقادير الاخفاقات السياسية ك 1% و3%..و7% فتقيأ ك الشعب وآمن اني الواحد القهار...شكرا ايها الشعب لولاك كانت نجاحاتي مهزلة عبثية , فانا لااحب النجاح بنسبة 99.99% ولا حتى 60%...فتلك امارة الاستبداد والدكتاتورية....
اطلقت يديك تصول في اموال الوطن فشربت البحر واكلت الرمال والسهول باسم المشاريع الوهمية , والتعاونيات النسوية...والمنظمات غير الحكومية ..والمبادرات الانسانية....ولدواع امنية...ومهام سياسية ...واشياء اخرى كثيرة لم ادر ما هيه ...لأنسج منها حبال مشانقك ان سولت لك نفسك يوما ان تقول : لا , فبنيت القصور في مهامه الصحراء وملات الاودية ابلا وشاء ..وضاقت حساباتك  بالاموال غير الشرعية....
شرعت لك الصحف بلا رقيب , والمواقع الالكترونية , كالحصى تقيء فيها كل وقت سخافاتك ....وانا اطرب لما يسيل عليها من ابوال اقلامك ... فهي تدعو لي وتمجدني بابلغ البراهين ...والحجج القوية...
 اليس تاكيد المدح بما يشبه الذم من اساليب البلاغة العربية....ثم انظر ايها الشعب وتعلم من دهاء قائدك المظفر ...لقد ساويت بعدلي بين كبار زعموا الشعب قرأهم مع الابجدية  وصغار لم يتجاوزوا سن المراهقة السياسية , وتكافأت احزاب جبلية وأخرى مجهرية , لاتدركها العيون البشرية , فاجلستهم في ندية , آه يا لها تسلية...
واخيرا اسمع مني ايها الشعب العظيم هل تعلم ان المعارضة حقيقة هي داعمتي الاصلية ....... وهي الشهادة لي باني حامي الديمقراطية..وصاحب الشرعية الابدية...وكلما نادت ضدي سجلت لي من حيث لا تعلم نقاطا اعلوا بها الى شرفات الشهرة العالمية , في توفير حرية الراي للرعية  ..فلها مني خالص الود والتحية .....اما الموالاة فما هي الا معارضة جبانة تمارس سياسة التقية......
ايها الشعب لقد جعلتهم جميعا يتصارعون بلا قضية فمتى يدركون ان الوطن هو القضية...؟؟؟؟؟


الأحد، 21 سبتمبر 2014


في حضرة مولانا الفجر

في حضـــــرة الفجـــــر تتلونا مـــواجدنا              
                                    فنمتطي الصمت، سكرى بالتلاحين
نمضــــــي، فتسبقنا الأحـــــلام عاديـــــة            
                                  ضبحا، تحطــــــم أغلال العراجيــن
نمضـي، فتعشوشب الدنيا، مرفرفــــــــة            
                                   أهدابها، إذ نجت من مخلب الطيــن
ست عجاف، ولم تسطــــع علــــــى إرم               
                                  شمس، و لا عرفت وحي الأفانيـــن
ست عجاف، و ظفر الصمت يخدشنــــي               
                                     و مارد الليل يمحو سفر تكوينــــي
أن اليـــراعُ و قـــــــد طال النــــوى ألما             
                                      و انهــــــــل وابلُه دمعا ليروينـــي
و ظل يدمــــع في صمت و موجــــــــدة            
                                    نجوى المواويل في أحداق محزون
حتـــــى تسورتَ يا عشتار صومعتــــي             
                                   حتى اقترفتَ رفيفا فــــي شرايينــي
من سدرة البدء ها قد جئت تنشرنـــــي            
                                  من بعد ما كان بث الصمت يطويني
وا ضيعــــــة الروح إن ظلــت بقمقمها          
                                  و لم تعانق شــــذى عرف البساتين
زلفى إلى الفجر.. إن الرصد صادحـــة           
                                  أناتـــــه .. تتشظــــــــــى بالملاييـن
زلفـــــى إليك.. أيا غيما يهدهدنـــــــي             
                                  يا عقل خبلي، و يا صمتا يناجينـــي
زلفـــــــى إليك.. فإن الـــروح يطربها             
                                 وحي المواويل، لا صمت الزنازيــن
فيا تراتيــــل صمت في سنـــــى عـدم              
                                    إلى متـــى سابحات الحلم تجفونـــي
إني استويت علــى الجودي مــن أزل             
                                   غرست زيتونتـــي في بطن سكينــي
خلعت نعلـــي بالوادي و صحت بــــه             
                                    هذا يراعي.. و هذا غصن زيتونــي
اثنان فــي حضرتــــــي ذابا.. يجلهما            
                                    ضوع البخــــور و آلام القرابيـــــن
لما من الجب آوتنــــــي غيابتــــــه..           
                                     لما تفتق عنــــــي طور سينيــــــن
آنست نارا، فهل يا فجر من قبــــس           
                                   أو جذوة من شهاب البوح تصليني؟
فاسكب تراتيلك الفيحاء، راقصـــــة             
                                       منها الأفانين، هَدهِد دوحــة التين
وا حيرتاه .. أما ينفك يطمسنــــــــي            
                                       وجه النهار، ووجه الليل يبدينـي
الترهات تكاد اليوم تعصف بـــــــــي             
                                        و تستبد بي الذكرى فتشجينــي
                                      

                                       الشاعر / محمد ولد ميلود

الخميس، 7 أغسطس 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
المرتضى / محمد اشفق

غزة وحدها تكتب....

 لا مكان للنص العربي في امة لا تقرا ولا تكتب ...لا مكان للنص العربي في دنيا اللاقضية واللاشرف..في دنيا العقم الفكري والفجور االخلقي...في دنيا الحروف الميتة والاقلام المتكسرة على عتبات ممارسي البغاء السياسي المصابين بداء التثدي الذي يحول الرجال الى اناث لاتنجب ولا تطهر من دماء الطمث النتنة....
اذا خطب هولاندامام الامة الفرنسية فسيتكلم فرنسية بريئة من اللحن سليمة وراقية ..واذا خطب اوباما امام الامة الامريكية فانه  سيتكلم لغة انكليزية صحيحة.....لا يمكن ان يقول هولاند le guerre est mauvais بل لا يمكن لزعيم احدى المستعمرات الفرنسية ان يقول ذلك بل لا يمكن لمثقف موريتاني ان يقولها لانه يشعر بالفضيحة اذا اخطا في لغة فيكتور هيكو ولا يشعر بالاحراج اذا رفع مفعولا به او نصب فاعلا امام جمهور من المثقفين.....اي ضير اليوم في ان نقول : ان هذا الامر صعبا....بل أي زعيم عربي ينجو من : كان البلد خاضع للظلم واصبح اليوم متقدم ......اه يا عمر لو كنت حيا كم سوطا ستلهب بها ظهور قادة امتك وانت الذي امرت ابا موسى الاشعري ان يلقن كاتبه سوطا لانه كتب : من ابو موسى الاشعري؟؟؟
ليس في زعماء العرب من يكتب نصا عربيا صحيحا بل ليس فيهم من يقرا نصا عربيا قراءة صحيحة.....
الزمن الرديء قطع اصابع العرب.....و جفر اقلام العرب.....كل النصوص التي تملا الساحة العربية كمظاهرة صينية هي جيف حروف ... رشت بمبيد الكرامة العربية والعزة الاسلامية حين قبلت ان تركع وتدخل طابور الاستجداء وتحترف المواقف التكسبية.....
وحدهم ابطال المقاومة كتبوا نصوصا عربية جميلة في هذا الزمن العربي الهزيل.....وحدهم حين تخاذل العرب حولوا الحرف العربي من خيال باهت يلطخ بياض القراطيس الى لغة حية افهمت نتانياهو قول المتنبي :

اذا كان ما تنويه فعلا مضارعا         مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم

ابطال المقاومة كتبوا لنا شعرا رائعا بلغة العصر التي لا يفهمها عرب العصر......
كما قال نزار قباني:
كل شعر معاصر ليس فيه    غضب العصر نملة عرجاء

فالفدائي وحده يكتب الشعر  وكل الذي كتبـــــــــنا هراء

انه الكاتب الحقيقي للعصر   ونحــــن الحجاب والاجراء

عندما تبدا البنادق بالعزف  تمــــوت القصائد العصماء


ما اروع صواريخ غزة وهي ترقص في السماء وتغني نشيد الكرامة والاباء.....ما اعظم رجال غزة وهم يعزفون على اوتار النار الحان العزة والكبرياء..
صواريخ غزة قالت للعرب اخرسوا فانتم لا تجيدون الكلام.....ابطال المقاومة قالوا للعرب نحن الرجال وانتم اشباه الرجال.....ابطال المقاومة قالوا للعرب : نحن الكتاب وانتم الاجراء......وحده النص العربي الذي كتبته صواريخ المقاومة قراته اسرائيل قراءة صحيحة تعلمت فيه ان الفاعل مرفوع في سماء غزة....وغزة وحدها ظرف المكان للفعل العربي الصحيح ...وان القطاع مبني على الصمود ......
ولما فهمت اسرائيل النص اسرت الى احد الذين يلوطون بها حديثا افشاه امام الملا غير مدرك انه فضح سر عشيقته....طلبت منه السعي الى بعض ضرائرها من ربيعة ومضر ليكسروا اقلام المقاومة لتسكت النصوص عن الزئير....
في عصرنا هذا حرف عربي واحد هو صاروخ غزة وكاتب عربي واحد هو مقاوم غزة وقارئ واحد هو نتانياهو....وحده نتانيهو قرا ابجدية الغزيين قراءة لم يتلكا فيها ...
اما نحن - وواخجلتاه وواعاراه - فان بعض فضائياتنا واكبت مواكب الشهداء بالبرامج الترفيهية الرخيصة ....كم اشعرني بالخزي ان اتحول عن قناة الجزبرة وهي تغطي مجازر ءال صهيون لابنائنا في غزة لارى جلسات الطرب المبحوح على شاشاتنا الوطنية .....فنانون يغنون...وشعراء يتحاكون الادب....ومعازف هناك ومراقص هنالك....كاننا في مجرة اخرى بعيدة عن الكرة الارضية التي تسيل فيها انهار من دماء الشهداء.....لو كنت احد اولئك الفناناين وكان البرنامج غير ماشر لقاضيت المؤسسات الاعلامية فكيف تظهرني اغني واطفال غزة يموتون ....كيف اطرب وكلاب اليهود تنهش في لحم الابرياء من ابناء غزة الابطال.....اما اذا كان البرنامج مباشرا فذلك قاع العار والنذالة....
تسابق العرب الى التسلح وامتلكوا ما تسمح به اسرائيل من العتاد العسكري وربح الغرب من صفقاته مع العرب ...وحرض بعضهم على بعض ليتدفق نزيف المال العربي الى الاسواق الغربية ...لكن الغرب في كل مرة كان يقول للعرب اقتلوا انفسكم ذلكم خير عند مالككم لكن حذار من اسرائيل......فكان السلاح لقمع الشعوب.....واليوم ها هي ءالة الفتك العربية تبطش بالعرب انفسهم.....تقاتل العرب وانقسموا الى فرق يذبح بعضها بعضا عقابا لهم على تفريطهم في اولى القبلتين ومسرى سيد الاولين والاخرين.....
قال نزار قباني:
....يا تونس الخضـــــــراء هذا عالم       يثري به الامـــي والنصـــــــــــاب

فمن الخليج الـــــــــى المحيط قبائل        بطرت فــلا فــــــــــكر ولا ءاداب

فــــي عصر زيت الكاز يطلب شاعر      ثوبا وترفــــــــــــل بالحرير قحاب

انا يا صديقة متعب بعروبتــــــــــــي       فـــــــــــهل العروبة لعنة وعقاب

امشي عـــــلى ورق الخريطة خائفا       فعـــــــــلى الخريطة كلنا اغراب

وخريطة الوطن الكـــــبير فــضيحة       فــــحواجز ومخافـــــــــر وكلاب

والعالم العربــــــــــي امــــــا نعجة        مذبوحــــة او حـــــــــــــاكم قصاب

والعالم العربـــــــي يرهن سيفــــه        فــــحكاية الشرف الرفيع سراب

والعالم العربي يخزن نفــــــطـــــه         فــــــي خصيتيه وربــــك الوهاب

ماتت خيول بنـــــــــــــي امية كلها        خجـــــلا وظل الصرف والاعراب

فـــــــــــــكانما كتب التراث خرافة         كبرى فـــــــلا عـــــمر ولا خطاب

وبيارق ابن العاص تمسح دمعها          وعزيز مصر بالفـــــصام مصاب