الأربعاء، 27 يونيو 2012



نريد شعرا سامقا كالنخيل 
المرتضى محمد اشفق

......ويبقى الشعر اكبر من التعريف...فليس الشعر حجما يقيس عليه صغار الخياطين قماشه , ولا مسافات يذرعها مخططوا "الكزرات", ولا كتلا يزنها جمارك البحر على موازين ملتوية الاعناق....وليس الشعر حفنات من ذرة او دخن اوشعير يكيلها المطففون في تجارة الليل...الشعر دفق ..وانسياب ...واقتحام ...واقتلاع.... هو مداهم مباغت ...وزائر دون ميعاد ودون طرقات استئذان.......الشعر عجينة من عناصر الحياة المختلفة المتجانسة والمتضادة والمتنافرة...الشعر استطاعة وقدرة ...والشاعر هو من يخلق من هذا العالم المترامي المساحات , المملوء بوحوش الليل وعصافير الفجر ...المزدحم بالحرائق والمروج ....المتنفس بالفيح والشذا....المثقل بدعاء المستغفرين بالاسحار وسكاكين لصوص  العتمة مولودا يحمل جينات هذا العالم كلها...
الشاعرهو  من يمتلك المنشار والمعول والعلاة...وحفنة بارود وكيرا لا يتعطل , لينحت ..ويهدم ..ويركب .ويحرق ويفجر..ويجسم...ليس هناك شيء يسمى مائدة الشعر تنزل من السماء على صحون من فضة تحملها الملائكة الى خوان الشاعر....الشاعر محارب لا ينهزم ..ولا بد ان يمتلك ادوات المعركة....وهي كلماته الخاصة المشحونة بدماء فكره ..وصوره التي انشأها أول مرة من مفردات ومعان ودلالات متحولة في كل مراحل الرحلة في خريطة النص بتضاريسه المختلفة....ومناخه "التيفسكي " الجميل....
لكن ...عندما نتابع قراءات شعرية لبعض شعرائنا اليوم نستخلص اننا لا نفهم لغتهم او انها فارغة من قيم الشعر....وقد نهتز ونتمايل  ونحن نرى شاعرا ينشد قصائده وتصيبه "حال الشعر" , فيفنى في نفسه , وينفعل ويتفاعل حتى تزعجنا احيانا تلك " الكريماسا" التي تعبث بوقاره , وتجعل من صفحة وجهه مسرحا سمجا لحركات مضطربة وغريبة...لكنه اهتزاز يشبه  اهتزازنا على ايقاع  لامية الافعال , ونظم الاخضري , وصوت سوط الجلاد  , ومطرقة الحداد , وضربات القادوم يهوي بها قتلة الشجر على جذوعه ...هو استجابة لا شعورية لنظم الصوت وليس استحسانا للمسموع.....قد نستمع ايضا الى نصوصا بلسان عربي مبين...فيها شيء من خميلة الشعر ودثاره ,  لكننا نفاجأ بان ما هيانا من قداح  لغمامة خلناها حبلى بآيات بديعات من ترانيم الفن و الابداع ظلت فارغة ...فقد طار كل ما توهمناه شيئا جميلا وفكرة ساحرة آسرة ,  ومات عندما اطبق شاعرنا شفتيه....كما لو كنا نتابع فقاعة من صابون ينفخها الطفل فتسبح قليلا في الهواء ثم تختفي دون اثر ...
قديما حكم على بعض شعرائنا  ان يحاكوا شعراء الجاهلية والعصور الذهبية للشعر عموما...لتشابه المحيط الطبيعي ونمط العيش ...كالخيمة والجمل والصحراء والرحيل...ولما كانت اسماء الاماكن في بلادنا وحسنوات الشعراء عصية على الوزن الخليلي حنوا الى نجد , وتهامة , ووادي العقيق , بل وحومانة الدراج وحومل , بدل علب آدرس , واكصير الطرشان, و بومبيبيغ , وتامرزكيت واغشوركيت....وتغنوا بجيد هند , وخصر لبنى , وخد ليلى , و فرع دعد , بدل اخويداج , وامريم السالمه , وام اتبيبيب , واسلم اخواله ...معللين ان تلك الاماكن وعذارى الشام ونجد  تحولت دلاليا الى رموز و فقدت علميتها ....وان رأى البعض ان للموريتاني وطنين : الاول هو هذه الارض البرزخية التي لا يقتنع بها مستقرا ولا مقاما , والآخر وطن روحي عاطفي , يواصل الحنين اليه رغم بعد الدار , و يتجلى ذلك في اسماء القرى العشوائية المتناثرة على الطرق المعبدة :  ستقرأ وانت في رحلة من الاك الى نواكشوط حاضرة بغداد , وجدة , والقدس , والصفا , وعرفات , والطائف , والدمام , والرياض , والبصرة , والفلوجة....الخ والغريب ان جل هذه المسميات ليست نابعة من العاطفة الدينية اذا ما استثنينا القدس وعرفات وام القرى مثلا...
كان كثير من شعربعضهم ممارسة ترفية ترفيهية , تستعرض فيها عضلات الثقافة المحظرية شعرا وتاريخا وقاموسا....كان نشاطا ارستقراطيا تحتكره النخب العلمية لان عامة الجمهور لاتستهلكه , ويوغل بعضها في الاغراب اللغوي والبديعي والبياني حتى يظهر النص شكلا معماريا تتحكم فيه الزخارف والمهارات الهندسية بعيدا عن روح الشعر ليظل اهل الصنعة بنى فوقية تحتل قمة هرم الطبقة العلمية...
لم يستطع بعض هؤلاء الفكاك من اسر الصورة الشعرية المومياء...الصورة الطلل التي كابدت رحلة شاقة ركبت فيها البغال والحمير والجمال , وسلكت المنعرجات حبوا , والانجاد زحفا , حتى ارهقتها العصور المتواليات من امرها عسرا....ورغم انها جاءت هيكلا غير متكماسك الاعضاء , فقد نصبها بعض شعرائنا آلهة للابداع البلاغي وجعلوا منها مثالا فنيا أعلى يتحصن بالعصمة والقداسة...صحيح ان ولد الشيخ سيديا ادرك ان الشعراء تحاصرهم ازمة ابداعية لا مخرج منها  فقال
يا معشر البلغاء هل من لوذعي         يهدى حجاه لمطلع لم يبدع
اني هممـــــت بان اقول قصيدة          بكرا فاعياني وجود المطلع
هي ازمة قديمة جديدة عبر عنها بشكل ما ومنذو عشرات القرون عنترة بن شداد بقوله :
هل غادر الشعراء من متردم            ام هل عرفت الدار بعد توهم..
حاول بعضهم تعريب المسميات - وهي ايضا عقدة خبيئة فينا – فسموا علب آدرس نجد البشام , واغشوركيت الجذيع ..
تملصا من كل ما يؤكد ارتباط ارض المرابطين بالبربر....متناسين ان ما تختزنه كلمة علب آدرس , واغشوركيت , وتامرزكيت من المعاني , والدفء , والحياة, بعيد كل البعد عما تحدثه كلمات : نجد البشام , والجذيع , وميمونة السعدى....فالاولى تهز كيان ابن الصحراء بتلقاية طبيعية ,  وبعفوية بريئة , لانها تتدفق بكبرياء التاريخ  , وعبق الثقافة , و سمو القيم , تستيقظ فيها الطفولة النائمة ...ويقطع فيها قرآن الفجر صمت الليالي الباردة ...وتنساب حكايات جداتنا عن "عنز البزي" و"بواتويلتميت من لحديد " منوما طبيعيا يسحب اليقظة من عيون الصغار...اما الاخرى فاشبه بصفحة تفسير الكلمات الغريبة في كتاب مدرسي ابتدائي , او ان تقول لطفلك ناولني قدحا من H2O لاشرب واتوضأ بدل ان  تقول الماء...
رغم هذه الاستثناءات فان جيلا عظيما من شعرائنا وعلمائنا فجر نهضة ادبية وعلمية في ظروف قاسية تطبعها البداوة والترحال , وشح المصادر والمراجع , ووسائل التدوين , في وقت كانت فيه الامة الاسلامية تعيش غيبوبة فكرية , وانحطاطا علميا دام قرونا ....ولكن الامر والادهى من كبوة العرب , ان احفاد ولد رازكه , وولد الطلبه , وولد الشيخ سيديا , ومحمد محمود ولد حبيب الل ومحمد يحيى الولاتي , وولد الحاج ابراهيم ( وكلنا احفادهم) وغيرهم كثير من اعلام امتنا ما زالوا يقفون اليوم امام تلاميذهم في درس الادب ليعترفوا بفداحة ما ارتكبه المؤرخون والباحثون العرب في حقنا حين اغفلوا وتجاهلوا نهضة منقطعة النظير احتضنتها بلاد صحراء شنجيط , يقولون لتلامذتهم بعد توطئة عن عصر الضعف : ...وبدأت النهضة العربية مع جيل الرواد والرعيل الاول : البارودي واحمد شوقي وحافظ الخ ...الا يعلمون ان قصائد اجدادهم تغنت بها ركبان الملثمين قبل ان يولد البارودي وشوقي وحافظ؟؟؟؟؟؟؟
اما بعض شعرائنا " الحداثيين" فقد دأب على التقاط  قطع مختلفة من موائد الشعر الغريبة علينا...واذا نحن امام صحون تعج بابزار مختلسات من مطابخ نزار قباني , وابي ريشة , ومحمود درويش....نحن لا نعرف التوت ولا الزيتون  ولا الصفصاف لكننا نعرف النبق والبلح وتيشط وآتيل...ولا نعرف جبل الشيخ  , ولا دجلة , ولا الفرات  ,ولا بردى , ولا النيل الا في السياق التاريخي والحضاري المشترك...ولانعرف السندباد , و لا عشتار ( ولا يجوز ان نرمز بالمسيح  الى ما يرمز اليه به بعض  الادباء المسيحيين  , فالمسيح عندنا عبد الله ورسوله وكفى) ...فاذا تعلق الامر بمرجعيات زمكانية فان ايام مقاومتنا , و"كيعة الاك " و"تامورت انعاج" و"اشتف " و"جوك" و" آكرراي" و"اكليب إنيمش" وحوض آركين ...وبحيرة كنكوصه....  الخ احق ان تكون من مفردات احالاتنا المرجعية.....
حاول بعضهم تعويضا عن ضحالة الزاد اللغوي ان يتخفى وراء الغموض والايهام بالرمزية القاصرة....تسمعه يقرأ وينفعل ويشبع الامداد ويستحسن مقاطعه وصوره  لكننا – معشر المستمعين البسطاء – نظل في واد لا تصله الا اصداء صدئة غامضة تظل حروفها متدثرة بغشاء سميك من العجز والبرودة تخاف ان يفضحها النور ويصيبها الاغماء من رطوبة الاثير..
اننا اليوم بحاجة الى شعر نفهمه...شعر يكون ابنا شرعيا لتجاربنا الذاتية , لا لقيطا نستجلبه من مغاسل الآخرين لنزور له هوية وطنية...اننا بحاجة الى لغة شعرية فيها عمق البساطة وبساطة العمق ...الى ابداع حقيقي يهزنا ويذيبنا ...يميتنا ليحيينا.. نحس معه بالمتاع ....نسمع بين انفاس حروفه وجيب القلوب واناة الافكار ....نشعر فيه ان عصافير الحياة تغرد فوق كل غصن من حقوله آمنة مطمئنة....شعر يحلق بنا الى الفضاءات الرحبة بعيدا عن تحتية الالتصاق بالكلمات الخجلى والعرجاء , واساليب الانبطاح والعجز....اننا اليوم بحاجة الى كتابة بحروف وطنية , ولغة وطنية , وصور وطنية , وبلاغة وطنية , لاشرقية ولا غربية ...نريد ان يكتب شعراؤنا بمفردات تنتمي الى تموج صحرائنا , وشموخ جبالنا الملتحفة بالضباب , وكبرياء كثباننا يلسعها لهيب ايار , نريد ان نسمع همس امواج المحيط , ولغط اخاديد شمامه ....نريد ان تتعفر نضارتنا برماد غاباتنا المحترقة ....وتتبلل بنوار مراعينا الخضلة ...نريد شعرا سامقا كالنخيل ...رائعا كصهيل خيل المرابطين ,  مدويا كصرير اقلام محاظرنا ....هادرا كبحار مداد محابرنا , شامخا كهامات الواحنا الخشبية مصطفة متراصة تتحدى الابالسة من اقزام العولمة , وادعياء التقدم باسم حداثة بلا جذور....


المرتضى ولد محمد اشفق



الأحد، 24 يونيو 2012


دعيٍٍُّ
المرتضى محمد اشفق                            
حلمت امس انني من زمرة الصحافه
وان لي الف لسان كلها تخرجت من معهد السخافه
طويلة جميعها رقطاء مثل عنق الزرافه
لكنها قصيرة لاتستطيع الغوص في بحر الكلام
حتى الشواطئ التي يذوب فوقها الغمام  
تخافها
تخاف ان يلحسها لسان موج ناعم 
لأن زادها خفيف
لأن الزورق ضعيف
لعابها يسيل بحرا هائجا يخاف كلما يقود للنظافه
لعابها يسيل من صوت الذباب
وعندما يجري الصغار
ليدركوا ظل السحاب
لعابها يسيل من صمت الهضاب
ومن تموج السراب
ومن تنفس الضباب
بل قد يسيل انهرا
اذاعوت ذئاب
وان تراشقت كلاب وكلاب
وعند ما جاء الصباح
رايتني في عنقي مصوره
تجعل وجه البحر يشكو الحفرا
والورد يبكي من ندى
تغير اللون الى ما اشتهي
من ابيض لأسود
من احمرلأخضر
تحول الاشكال كلها  الى ما ابتغي
تجعل لي مربعا مدورا
والمستطيل شكله مثلث
ذا كله لأنها مجوفه
لأنها محطمه
وعند ما تظهر لي صحيفة من صحفي المكرمه
ترى الحروف كلها كأنها في حطمه
مزكومة، مبطونة، مشلولة
منكرة مثل حمير العتمه
وعند ما جاء المساء
رايتني وفي يدي حقيبة مملوءة من كل فن
الا شروط الكلمه
لكنني...
لكنني لي لغة جريئة وقاصمه
فقد ترون فاعلا نصبته
والفعل قد اجره
ففي كتاباتي العجب
اماالظروف فهي مجد حرفتي
وهي سر شهرتي
لذاانا اعرفها
ظرف الزمان
ظرف المكان
ظرف السلام
ظرف الختام
                         المرتضىولد محمد اشفق

الخميس، 21 يونيو 2012

 واقع:
المرتضى محمد اشفق

انا صحفي كبير
تعلمت كل الفنون التي يتعلمها صحفي كبير
تعلمت فن البلاغة والنحو والصرف والفقه
ثم تعلمت علم العروض
وعلم الكلام
قرات لجبران والمسعدي
قرات لنازك والمتنبي
ولابن محمدي
قرات شفاعة (هندي)
قرات الموطا وابن كثير
فما ذا بقي سوى ان اقول لكم انني كاتب واديب خطير
حروفي لهيب
وحبري جحيم
وهمسي هدير
واني بكل شؤون البلاد عليم خبير
لذلك
قررت سلك الطريق القصير
ساكتب في صحفي كل يوم عمودا
ابين فيه قصور الوزير
وعجز المدير
وان يقسما لي نصيبا يخفف من نهمي
ويهدئ حرقة حرفي الاجير
يكونا عظيمي بلادي
واحمهما من عذاب السعير
ولكنني ساظل اغني بمجد الامير
لان الامير على كل شيء قدير
انا صحفي كبير
اعيش بارهاب شعري
وتمييع فكري
وتغيير شكل عجينة نثري
ولا تعجبوا سادتي
 فانا قد رايت زماني رديئا
وقومي يلوكون فكرا هزيلا
ويقرا شاعرهم في المحافل قولا ثقيلا
ولغوا طويلا
ومعنى نحيلا
ويدعونه شاعر الوطن العربي الكبير
ولست انا ايها الناس بدعا
من الشعراء
او الادباء او الفقهاء
انا صرت تاجر راي
وفتوى
ابيع كلامي ونفسي
وارضي وشعبي
لتشبع كل ثعابين بطني و جيبي
وليست لدي قضيه
ولارؤية وطنيه
ولا عربيه
فهمي حياة اموت بها مثل أي حقير
انا متخم بقصائد مدح طويله
انا متخم بمقالات سلق هزيله
انا متخم بفتاوي جليله
وسوف اقيء لكل غراب وكل حمار وكل بخيل وكل بخيله
 حمولة عير
من الشعر
ثم ازيد بحمل بعير
وسوف اقيء الفتاوي البديله
سافتي بان العفاف رذيله
وان الفساد فضيله
وعفوا
انا صحفي
فقيه
انا شاعرواديب كبير
انا ابن زماني
وهذا زمان ثقافة جنس الحمير
السنا بحالة موت الضمير؟؟؟؟
                                 
                                 المرتضى ولد محمد اشفق

الأربعاء، 13 يونيو 2012


تتشرف مدونة اغشوركيت اليوم ان تتحدث عن علم كبير من اعلام المدينة , وقامة سامقة من قامات العلم والاخلاق والتميز....يسلم ولد ميلود ... .المعلم الكبير ايام كانت الصفة لا تطلق الا على من يستحقها بجادرة ...زاحم وصارع ليظهر للعالم من حوله ان معلم العربية ارادة امة , ورسالته مصير شعب , لم يستطع المرجفون في المدينة ومن حولها ان يوقفوا مد جيل حاصرته رمال الدعاية والتشويه , جيل آمن ان الارادة لا تقهر وان طلائع الضاد الاولى ستنتصر.....
يسلم ولد ميلود
تقول الاخت حواء بنت ميلود :
الاديبة حواء بنت ميلود






-  

بلدية أغشوركيت من أهم المراكز العلمية العريقة في موريتانيا فقد أنجبت هذه البلدية  العديد من المفكرين والأدباء والشعراء والباحثين ، كما اشتهرت بالمحاظرالقرآنية الكبيرة ، والمدارس الفقهية والنحوية .
   ومن أبناء هذه البلدية محمد المصطفي ولد ميلود الملقب يسلم ولد ميلود الذي اشتهر بحبه للعلم فقضي معظم حياته في طلبه متنقلا بين المحاظر والمعاهد العلمية الوطنية .
  ولد يسلم بن ميلود  سنة 1937م  وبدأ دراسته المحظرية مبكرا وتنقل بين معظم المحاظر الوطنية ، وكانت رغبته الوحيدة في تحصيل العلم بمختلف أنواعه ، فتعلم القرآن والفقه والسيرة والنحو والتاريخ والصوفية والطب التقليدي والحديث... ، كان يدرك بأن العلم لاحدود له ، وفي قصة طريفة يروي أنه كان يدرس علي العالم الجليل الشيخاني ولد الطلبة العلوي ، وذات يوم قال له الشيخاني أن يرجع في "روسي" وهي عبارة تطلق على  بقية المتاع يوم الرحيل، إلا أن يسلم الذي يري بأن الوقت يجب أن لا يضيع في غير طلب العلم ، قال له " أنا لم أأت للخدمة، وإنما جئت لأجلس بجانبك لآخذ ما في صدرك وأذهب !  فضحك شيخاني وقال له لك ذلك " ..
التحق يسلم  بمعهد أبي تلميت المؤسسة العلمية شبه الوحيدة آنذاك وتخرج منه معلما ، درّس في مدينة كيهيدي سنتي 1973- 1974   ثم حول إلى الإدارة الجهوية للتعليم الأساسي  في مدينة ألاق وظل بها إلي أن توفي رحمه الله في ابريل سنة 1977م.

ورغم المرض الذي عاني منه يسلم مبكرا إلا أن ذلك لم يضعف عزيمته عن البحث والتأليف ، وتوجد الآن بدار الثقافة في نواكشوط  نسخة من مخطوط نادر له بعنوان " الموجز في التطورات التكوينية والانقلابات التاريخية " وقد جمع فيه الكاتب بأسلوب رائع بين التاريخ العربي الإسلامي،  وسير وأنساب الخلفاء والملوك العرب، وبين علم الفلك والجغرافيا وذلك في طرح رائع تشك معه أن الكاتب تربي في البوادي في ندرة مطلقة للمراجع والمصادر .
العلامة المختار ولد حامدن










ويقول المؤرخ الموريتاني المختار ولد حامد  معلقا على هذا المخطوط :


أقول وخير القول مـا كان محكما  إذا استخبر المثقفــون وهم هم
متي اعترفت بالفضل قوم لفاضـل فإن اعترافي فـــي محمد يـسلم
فـتـــي سـالم من كل عار شبـابـه  كذا الدين منه والمروءة أسـلـم


وهذه الأبيات الشعرية وجدتها في مكتبة الفقيد وهي للشاعر الشيخ ابن أربيه ينوه فيها بالمكانة المعرفية ليسلم بن ميلود وذلك أيام كان طالبا في معهد أبي تلميت سنة 1970 م

وإليه ترتاح النفـــــــــــوس غلبة         فيــــــــميلها طبعـا بغير تطبع
ينساغ للأذهان أول مـــــــــــــرة          ويزيد حسنا ثانيا في المرجع
فيخال سبق السمع من لم يستمع       ويـــعود سامعه كأن لم يسمع
كالروض يغدو السرح فيه وينثني      عنـــــــد الرواح  كأنه لم يرتع
وإذا عرفت له بنفــــــــسك موقعا       تختـاره يهــــــدي لذاك الموقع
من كان مسطاعا له فــــــــــلياته       وليغــن راحته امرؤ لم يسطع
والجل من شعراء أهل زماننــــا        ما إن أري في ذا له من مطمع 


حواء بنت ميلود


الاثنين، 11 يونيو 2012



الرحالة موهوب (2)

المرتضى / محمد اشفق

عاد موهوب الى مضارب القبيلة بعد ايام من المتاع في نجعته تلك ... لم يبق منه سوى اطلال وقار ...وقد اخذت منه الايام ما نالت موسى الحلاقة من لحيته وعارضيه ....شقي بآثار عجلات الزمن تحفر في جبهته وخديه اخاديد هي اول ما يطالع المتطلعين الى وجه موهوب....عاد بزاد ..لكنه عاد ايضا بقلب جريح ...تتجلى آلامه في نوبات شرود تعتريه كلما استرسل في حديثه واخباره الزائفة المشوشة...كان يتفرس وجوه مخاطابيه ليقرا ردات افعالهم...لا شك انهم ينكرون منه ما ينكر هومن نفسه...خصوصا انه اكتشف – والترحال اكبر المعلمين – انه لم يعد بالامكان الاتكال على غباء البسطاء..نظرا للعنة اسمها الديمقراطية ...
اسر موهوب الى أحد خاصته حديثا توجس منه خيفة لولا علامات التقبل التي يبديها صاحبه بهز راسه تارة , وقوله والله اصبت عين الحقيقة يا موهوب تارة اخرى...وتابع موهوب قائلا :....واعلم يا اخا اخيه انه ما اصاب البلاد والعباد شرأقضى على قيم , واخطر على دين , وأهلك لمال وجاه وسمعة من هذه الديمقراطية المشؤومة التي لفها لنا " النصارى " تحت عناوين الحرية والمساواة والعدل والشفافية , وغير ذلك من المقولات التي يلهج بها الناس والدواب اليوم....اليمقراطية - يا شقي بني هالك – بمفهومها الغربي لا تصلح لنا ولا نصلح لها ...لانها تتطلب هدم البنيات الثقافية والاخلاقية والاجتماعية لامتنا...وتعني  التملص من الثوابت .....حتى نرى الرجل منا يرقص في زفاف ابنته , ونرى جداتنا في البنطلون حاسرات عن شيبهن يدخن المارلبورو....وحتى نرى الآباء يعتذرون لاطفالهم ويستعطفونهم لئلا يشكوا سوء معاملتهم الى منظمات حقوق الانسان...ليس هذا فقط , بل لابد ان تشرع الحرية الجنسية عند بلوغ سن الرشد القانونية, والانجاب خارج عقود النكاح , ويحظر حلب الناقة لان الفصيل احق بلبن امه , ويجب ان نحمل الكلبة الحامل الى الطبيب للاطمئنان على صحتها وصحة الجنين ...ولا بد من حلق لحية التيس شهريا , وتقليم اظافر الحمار كل اربعين ليلة..ولا بد من وصد الابواب امام الضيوف من الاقارب لان المطاعم والفنادق منتشرة ولم تقم اصلا الا لهم....وسيتحتم نقل الوالدين اذا عمرا الى دور رعاية المسنين...هذه يا فرار امور تنتظرنا لنصبح ارضا صالحة للديمقراطيات الجديدة...
واعلم ان مفهومهم للمساواة مفهوم رياضي كمي مطلق , والمساواة في ديننا لا تحصل الا بشروط...فلا يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ,,, ولا يستوي من يخشى الله في كل حال ومن تكون خشيته موسمية او حسب الظروف ...وان اكرمكم عند الله اتقاكم قمة العدل والمساواة لكنها تحدد التمايز والتفاضل بدرجة التقوى وليس بحسب النسب واللون الخ...مساوتانا تعني فتح المجال امام الكل : سارعوا ...سابقوا , دون الحاجة الى هوية مسبقة لكن لا بد ان يسبق بعضنا بعضا ...فكيف يحتكم في مصير الامة الى المساواة العددية ....هل يعقل - يا  شقي بني هالك – ان يكون صوت العلامة ولد عدود مساويا لصوت الجاهل موهوب ؟؟؟ لعن الله صنادق تساوي بين الرجلين ...اليس في القرآن ان اكثر الناس لا يعلمون ...لا يفقهون...لا يشكرون...لا يؤمنون الخ؟؟؟ فالديمقراطية اذن تعني اقصاء الخيرين لانهم قليل ما هم ...ألا يمكن ان يجتمع عصاة الامة وفساقها وجهالها لينتخبوا للامة قائدا منهم ؟؟
ثم اعلم يا - سفيه بني فارغ – ان ما نمارسه اليوم من ديمقراطيات خدعة وكذب ومغالطات .....الست تعلم ان جل من يقترعون من اهل القرى والبادية لايصوتون على برامج انتخابية ...بل ان اكثر النخب لا تقرا البرامج , بل اكاد اجزم ان كثيرا من قادة الاحزاب لا يحفظون برامجها .....نحن يا اخي لا نصوت , هي عملية اغتصاب ودعاية لاشخاص وجهات وذوي نفوذ قبلي او ديني او مالي ..والهدف هو المال اما الابرياء منا فيصدقون ويعترفون انه مبتغاهم ..والبعض الآخر يلمعه , ويغلفه بدعايات زائفة , تارة يقولون وطنية , وطورا مبادئ وتضحية , واحيانا خلاص واخلاص ..ان ما نمارسه عملية زنى سياسي , واستهتار بمشاعر البسطاء الابرياء حين نجلبهم كاغنام "الحوضين" في الشاحنات من اريافهم ليقوموا بعملية يجهلونها بل يخافونها ....والله اني رايت شيوخا وعجائز يدخلون قاعات التصويت يرعتدون فرقا ويتصببون عرقا ووجلا منا ....يقول بعضهم انا "زارك لافلان" ويخرج دون ان يمسك الاوراق..والبعض يمتنع من دخول الساتر ثم يلف اوراقه في كمه ليريها لمرشحه....والبعض يتخلص منها عند اقدامنا ...ومن استطاع ان يحاول ادخال الورقة في الصندوق ترى يده ترتعش وقدميه تكادان لا تحملانه لما يعاني من الهم والغم.....هؤلاء يمكن ان يقاضوا الذين تلاعبوا بمشاعرهم ...لم يكن محالا ان يسقط بعضهم مغشيا عليه من ارتفاع الضغط , او مصابا بنوبة قلبية...  
وهنا قاطعه غبي بني مغلوب قائلا : والحل يا موهوب ؟؟؟؟؟
الحل ان نحتكم الى مرجعيتنا ونعتزبها ...الحل ان نثبت ونزداد يقينا ان سعادة البشرية هي الاسلام ...الاسلام النقي ...على المسلمين ان يعلموا ان الاسلام من عند الله والله ادرى بمصالح عباده من عباده....وان افكار البشر مهما سحرت مؤقتة ومآلها الفشل...ثم هل نكون كاليهود نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير ...كيف نتحول عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وبينه , وسار عليه خلفه الراشدون الى بنات فكر زيد او عمرو ....كيف نفهم ان رجال روسيا وفرنسا وآمريكا ومصر والعراق وافغانستان والنيجر...الخ ادركوا بثاقب فكرهم ما خفي على الصديق وعمر....
الحل ان يكون اختيار الامام او الرئيس - سمه ما شئت - مقصورا على اهل الراي من العلماء والحكماء والعدول , يختارونه حسب علمه و دينه ومروءته وعقله وذكائه وحلمه وحكمته...اي بتوفر الصفات المميزة لقائد مصلح يخاف الله رب العالمين....
وينبغي ان يختبر كل من يرشح لشغل وظيفة حكومية او منصب سام , فيخضع لاختبار شفهي في فرض عينه , فيختبر الوزير والمسؤول الكبير في الصلاة واحكامها ويسأل في الطهارة والسهو والغلول ثم عن بعض سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , واذا كان امراة تضاف اسئلة في احكام الحيض والنفاس...والا فكيف يؤتمن على الامة من سفه نفسه وفرط في مصيره الابدي ؟؟؟, كيف توكل حقوق العباد على من فرط في حق نفسه.؟؟؟...وبهذا نقضي على مهزلة الاحزاب السياسية والانتخابات ...وسيختفي كثير من الكذب والغيبة والتنابز بالالقاب والنيل من اعراض المسلمين واهدار الاموال في غير حق , وسيشجع هذا طلاب الامارة الى تعلم العلم والشريعة .....
والغريب اننا نسمع هذا القول منسوبا الى النبي صلى الله عليه وسلم: اننا لانعطي هذا الامر من ساله (طلبه) معنى ذلك ان من ترشح ينبغي ان نمتنع من التصويت له لانه طلب الامرلنفسه...
ياموهوب انت رجل رجعي ومغفل , كانك قادم من كهف لبثت فيه سنين عددا , كيف تحدثنا عن الشورى وامير المؤمنين عمر , وفرض العين والطهارة كيف نسال وزيرا عن القبلي والبعدي وترتيب قضاء الفوائت ونحن في القرن الواحد والعشرين , في زمن العولمة والانترنت والقنابل الذكية والنيتو , لا ..لا ..هذا لغو وفضول .
ياملعون بني فارغ انت مستلب حقير , ما قلت هو صوت المستعمر المتخفي في ذاتك ولم تستطع بعد التخلص منه , ان نزعة اكبار" النصارى" واتخاذهم مثالا أعلى في كل صغير وكبير من حياتنا هي ماساتنا اهل هذا الربع القصي ....انهم نجحوا في تخذيلنا واقناعنا بالدونية بل بالسخرية من انفسنا ألا تذكر في العقود الماضية كيف كنا نسخر ونزدري كل ما يمت الى اصالتنا بسبب...هل نسيت ذلك المثل الذي ظل سائرا الى وقت قريب يسخر من العربية واهلها ( انت افيسد والل كراي عربيه ) بعض البسطاء الضعاف نفرته الجملة من دراسة العربية , ثم كيف كان يسمى الجيل الاول من الشعبة العربية (يلطف) وفي هذا خطران اولهما اظهارالقوم ضعافا مساكين متخلفين , والثاني ان ثمة من لا يحتاج الى لطف الله...
والاخطر تحريف الدلالة اللغوية الى عكس معناها ....ترك فينا المستعمرمعنى الضعف والغموض والمذلة والبخل في كلمتين عجيبتين : (انت امرابط ...هذي شغلت الطلبه) اليس المرابط هو الفارس الشجاع الواقف على الثغور يحمي كرامة الامة ؟؟ هل نسيت مجد المرابطين الفاتحين ؟؟؟اليس الطلبه هم العلماء الذين يعلمون الناس دينهم ويرشدونهم .....لكن ثقافة المستعمرحولت صبر العالم وحلمه وترفعه وقوته في (ليس الشجاع بالصرعة انما الشجاع من يملك نفسه عند الغضب ) وفي  (ادفع بالتي هي احسن...) حرف هذا الى مقاصد تخدم اغراض اعداء حضارتنا ....بل ما زلنا نسمع (المؤمن مقمل) اليس المسلم مواظبا على النطافة في غسله ووضوئه وثيابه ومكانه فلا تصلح صلاته وهي عماد دينه الا بهذه الاشياء فكيف يكون مقملا....بل نسمع (كحة المومنين ) وهي السل اليس المقصود اظهار المومن مقززا لا يصلح للحياة , غبيا ليس له وعي صحي...
يا موهوب هذا كلام كثير وخارج عن الموضوع وخارج عن الزمان وعن المكان.....
صدقت صب الكاس الثانية انا راحل ....بقي ثلاثة احزاب لم انتم اليها بعد.......

الأربعاء، 6 يونيو 2012



حديث عن المرحوم :
الشيخ احمد محمود ولد الغلاوي رحمه الله / بقلم الاستاذ محمد الامين / الغلاوي
الشيخ احمد محمود ولد الغلاوي
محمد الامين / الغلاوي

لاشك ان والديه كانا يدعوان له بالخير
ولد اواخر العشرينيات من  القرن الماضي حفظ القران في سن مبكرة ليعيش بعدها في الهامش بعيدا عن الذكر والتقدير.
يفضل المعني الجلوس وحده وينبذ كثرة الحديث مهما كان قبليا او اسريا فجليسه دلئما احياء علوم الدين.
للحديث عن هذا الرجل ينبغي ان نتحدث عن محورين اساسين:
1 – ورعه:
فقد كان يفضل الابتعاد عن الناس مخافة الوقوع في سقط الحديث  ..لا تفوته تكبرة الاحرام الا نادرا..
يعتبر حفظ القران من الامور التي يجب سترها واعتبارها منة من الله سبحانه وتعالى يجب شكرها بالتلاوة آناء الليل واطراف النهار..
يتجافى جنبه عن مضجعه في الثلث الاخير من الليل ليقرا القرآن مرتلا براوية قالون عن نافع ويستمر كذلك مع تلامذته حتى ال11 ضحى عندما يبدا التلاميذ مرحلة (اشكارت الالواح) تراه بين الفينة والاخرى تسقط جبهته على اللوح لكنه يصارع حتى يكمل التلاميذ دروسهم..
وما احسن النصائح التي يقدمها لتلاميذه في هذا الوقت عندما يلاحظ على احدهم خطا في لوحه..
اشرف بنفسه على اكمال مسجد السنة في اغشوركيت ورتب اماما له الا انه كثيرا ما كان يقول انه لا يريد من هذه الامامة الا انتظاره بالصلاة حتى لا تفوته تكبرة الاحرام..
2 - مصلح اجتماعي:
اما في جانبه الاصلاحي فقد اهتم بكل ما يخدم المصلحة العامة...لما وقعت ازمة حادة في مادة الفحم وارتفع سعره سافر الى شمام لياتي بكميات كبيرة من هذه المادة بيعت بارخص الاثمان ونزلت الى سعرها الطبيعي..
وعندما تمالا الجزارون على رفع سعر اللحوم اشترى قطيعا من البقر وبدا بتوفير المادة بسعر رخيص حتى ارغم الجزارين على العودة الى سعر فيه رفق بالناس فتخلص من القطيع وباعه لاحد الجزارين قائلا انا هدفي الرفق بالمسلمين وليس الربح..
وعندما ارتفع سعر الخبز بنى مخبزة خاصة في ايام قليلة واستاجر خبازا من الاك وفي ايام قليلة عاد ت المادة الى الظهور وباسعار عادية وامتنع من هدم الفرن ليظل حصاة في اعين الجزارين..
وهكذا فعل في الماء والنقل العمومي , وغطى الآبار واشرف على نقل القمامة عن المدينة....مستعينا بتلاميذه فقط دون التنسيق مع احد...
الف كتابا في شرح رسم القرآن وضبطه...
والغريب انه في يوم من الايام رآى عند احد بنيه رما من الاوراق الكبيرة ناصعة البياض خطوطها بارزة فسحبها منه ليقرر كتابة مصحف فيها , كتبه على النسق العثماني اولا وارسله دونما كبر او ترفع الى اهل الفن ليلاحظوا عليه , وبعد ذلك لونه بالضبط الذي ضبطه به بعد ذلك الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم وقد كتبه بخط في منتهى الروعة والجمال..
الزم نفسه في آخر حياته باعطاء كل مولود من اسرته الكبيرة عطية شملت الغنم والابل في بعض الاحيان....
قال انه لم يفتخر في حياته الا مرة واحدة  , حين استدان من رجل من قبيلة تندغه في طريقهما الى شمامه وكتب له الدين كتابة حسنة فقال التندغي ممازحا هذا خط جميل لكنني لااعرف ما وراءه..فقال له الشيخ احمد محمود مفتخرا وممازحا صاحبه : لن تري هذا الخط شخصا من " القبيلة" الفلانية الا بادر بقضائه لك ....وشاء الله ان مر السيد الفاضل محمد عبد الله ولد السعيد المعروف بالسخاء فلما قرأ الوثيقة اسرع في قضائها...
تخرجت على يديه مجموعات في حفظ القرآن الكريم قليل منهم من لم يبلغ مرتبة الاجازة.
حج الى بيت الله الحرام في آخر حياته لتكون رحلة اخرى مع عفة النفس والشهامة والشرف , تمثل ذلك في حادث تعرض له من سيارة فقد على اثره الوعي وكاد يفقد حياته , ولما افاق ورآى صاحب السيارة وهو من الاثرياء ويكاد يموت خوفا بادره بالصفح والعفو عنه دون مشاورة احد مما جعل صاحب السارة يفاجا بهذا الخلق الرفيع...فقد كان مستعدا لدفع مبالغ ضخمة من المال مقابل تخلية سبيله...لكن شيخنا كان يعلم علم اليقين قول الله تعالى وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم....كان يؤثر الاخرة على الدنيا وكان كما قال المتنبي :
واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
توفي الشيخ احمد محمود بن الغلاوي فاتح يونيو 2006 ويرحم الله المستقدمين منا والمستاخرين

محمد الامين ولد الغلاوي