الاثنين، 20 أبريل 2015



الانقلاب الحلو
المرتضى / محمد اشفق


رايتني فجاة رئيسا للدولة....فإذا انا الآمر الناهي في هذه البلاد....رايت قامات سامقة تنحني لجلالي....ورايت عمالقة يتصاغرون الى ما دون حجم النملة يتملقونني ويمجدونني....رايت الادباء والشعراء مصطفين في طوابير كيلومترية يحملون على مناكبهم اطنانا من قصائد المدح الكاذبة....ورايت العلماء والمشايخ تلفح وجوههم السموم يتسابقون ليتبركوا برؤية طلعتي فنزعت اللثام عن لحيتي فما كنت احب ان يروني حليقا حتى لا افقد بعض وقاري.....لكنهم افتوني بوجوب حلق لحية السلطان......رايت الجمال والخيل ترقص احتفاء بي....لم افتقد الا الحمار فهو الوحيد الذي ما زال يملك بقية كبرياء في بلدي وسيكون لي معه شان أي شان !! لن يكون مشمولا بتوزيع العلف.....رايت حلوق الصبايا مزغردات ومرددات "الخير جان فمجيك" ورايت كل شيء في بلدي ملكي انا .. ولي انا وحدي انا الفاعل المطلق .. اعز من اشاء واذل من اشاء احيي واميت وانا على كل شيء قدير.....قررت ان اعين صديقي الذي ما زال يدرس في احدى اعداديات شمامه وزيرا للتعليم ...وصديقي الآخر الذي ما زال مراقبا عاما وزيرا للصحافة وقبل ان اكمل بيان تشكلة الحكومة قيل لي : هذا  ملك الموت جاء ينتزع روحك... ناديت مدير ديواني ليتحاور معه فقال لي مرافق الملك ره هناك ألا ترى تلك الامواج من البول وصاحبه؟ ان قائد الحرس الرئاسي ومدير ديوانك وجميع مستشاريك والمكلفين بمهام وكل من في القصر لما سمعوا صهيل خيل ملك الموت خروا على مناخيرهم وجلا وفوهات ادبارهم الى الاعلى تقذف خراطيم السوائل المختلطة وهم الآن يغرقون.....احسست بسائل ساخن على عرقوبي يملأ نعلي ...ثم شعرت بسخونة وركي ثم شرعت في عطاس  شديد سامحوني انا قادم من اودية الموت واحكي حلما فلا يمكن ان أكني لان الكناية نوع من الكذب وانا لا استطيع امرار الجمل من سم الخياط....صحت اعطوني "كوش" فقال مرافق الملك انت ذاهب الى ستر اوقى انت ذاهب الى القبر.....اقترب مني عزرائيل وعنده سكين جزار وحبال وقال لي انا الآن اعلنت للملإ موتك فهل تحب ان تسمع ما قال الناس عنك قبل الاختبار الشفهي الاول سيتكلمون بالعربية لانها لغة عالم الآخرة لكن يجوز لك ان تتكلم باي لغة شئت لان كلامك لا يخرج من القبر؟ ثم واصل اسمع ما قال مدير الديوان: "فليرحل الى السعير...ما رايت اجهل منه....منذ تعييني وانا اكيد له حتى مات" هذا مدير الديوان "يحرك بي اكول ذ عني" ادور اشوف"
ماذا قال قائد الحرس الرئاسي؟ اسمع : "يارب الحمد لك ... الى جهنم وحسنت مستقرا وعذابا.. هذا يوم مبارك ..لا رحمه الله" هذا قائد الحرس الرئاسي؟ما يصح لفريخْ ءان ال عدلت اركاج ...حنيني عل لي ذا الكال" وهذا رئيس الحزب الحاكم يقول :" نهنئ الشعب الموريتاني الذي صبر كثيرا على هذه المحنة الاليمة والحمد لله في الحقيقة ان الحل لم يكن ممكنا الا في الموت" هذا رئيس الحزب الله يوضعك مدناك ياملان لا اكتلتن سابك نجبرو" وهذا وزير الشؤون الاسلامية يقول: " الحمد لله الذي اماته ... كنا نصلي خلفه صلاة المحاذاة  ..لا يعرف من الفاتحة سوى ولا الضالينَ ءامين(بتشديد الميم) " هذا وزير الشؤون الاسلامية ينسخو ءان انكول ءامين ءان اثر تيجاني؟ يخزيك " وهذا وزير الخارجية  يقول : "كان ضميري يؤنبني لان مثله يامرني فاطيع....لقد اراحنا الله منه " "هذا وزير الخارجية افظميك يسريريك" وهذا وزير الاقتصاد يقول : "ان يكون  لك عدو عاقل خير لك من صديق احمق " هذا وزير الاقتصاد " ينسخك مذيلك بعد ..ناس انك تكبظك الرجفه الين تدخل اعلي... ءان ران كدامك" ايو سمعني اشكالو لعليات...

هذي وزيرة المراة  تقول :"في الحقيقة كنت حائرة ..الرجل جاهل...واحمق وكان يمرر قدمه فوق قدمي من تحت الطاولة..وتارة يغمز لي بعينه " ءان نكصرلها ابعيني اثرها ما شافت راصه كيف راص ابوبى يحرك بيها " سمعني وحده اخره"هذي وزيرة اخرى قالت انك قبيح "ينسخه ءان لين شفته بعد اكذفت فمجلس الوزراء اكنت ليه انكز الوزير لول ؟  اذا تفضل اسمع  الوزير الاول  يقول : "حقيقة ان الفرج قريب .. كنا في سجن ..الرجل امي ..والله إني لاقضي الاسبوع اعلمه قراءة سطر واحد فيعجز ولم يستطع حفظ اسماء اخوة النبي الخمسة" هذا الوزير لول ينسخ ما انشوف ما اتخيلت ل ليليه ام اكسيره الله يوضعك مشينك" ...
ماذا قال عني رئيس البرلمان ؟ اسمع:" ايها الموريتانيون  لقد اذلكم التصفيق والنفاق توبوا الى الله جميعا لعلكم تحشرون؟ " هذا رئيس البرلمان "الا سمن كلبك يوكلك ...يخوي صرتك يدنك اتشوف ..حان اردني ملان سالم" 
والمواطنون في الولايات الداخلية ماذا فعلوا؟ يا رئيس !! المواطنون في العاصمة وفي الداخل خرجوا في مظاهرات حاشدة ابتهاجا بموتكم .....فهم الآن يقيمون حفلات اسموها أعراس الخلاص....الشعراء والعلماء وشيوخ القبائل والنواب  والمنتخبون البلديون يعتلون المنابر ويلقون خطبا رنانة في تبيان مساوئكم ويتغنون في قصائدهم بانجازات خلفكم الذي سوف يعين لاحقا ..والعامة تنقر الدفوف والخيل والجمال مصطفة ابتهاجا بعيد الموت.. وحده الحمار لم يحتفل  ..عفوا السيد عزرائيل هل يمكن ان آخذ قرارا أخيرا ؟؟؟ فلتوجه جميع الاعلاف الى الحمير الى الحمير وحدهم....

قال عزرائيل : كنت اود ان اسمعك بعض كلام المعارضة لكنهم ما زالوا يبكون ويقرأون القرآن.. ؟ انهم الآن يمزقون جيوبهم ويخمشون وجوههم وينتفون لحاهم حزنا عليك....آه يا رئيس حان الوقت...كيف تحب ان تموت ؟ شنقا ؟؟؟خنقا؟؟؟ أم بالرصاص؟؟؟؟؟ تذكرت تنفيذ حكم الاعدام رميا بالرصاص بداية الثمانينات وكيف هوى جسم القتيل قرب الصندوق الخشبي فاستيقظت واذا انا انا لست رئيسا ولا شيئا قريبا من الرئيس فاسميت يقظتي الانقلاب الحلو...

هناك تعليق واحد: