الجمعة، 13 يوليو 2012



مزاح الاصدقاء / (جواب لرسائل مفترضة من صديقين)
المرتضى / محمد اشفق
الاك 14 رمضان 1421
..اليكم يعود اطيب السلام , يا اصحاب السعادة الفضلاء , اساطين المحبة وفرسان السخاء , قواميس الفضل , وائمة البذل, اعلام البيان , ومشتهى الخرد الحسان , وصلتنا الرسائل الكريمة , فيا لها من رسائل الاشراف النبلاء , والجحاجحة العظماء , سبحان الله ما اروع بيانها , واشع مرجانها , واحكم سبكها , وامتع عبارتها , واوفى دلالتها , ما هذا الخط الذي يخر له الكوفي تبجيلا , وينحني له الاندلسي تفخيما , ويتوارى اسند عنه تقديرا , والورق !!! لله جيب سخا لجلبه من متنائي الامصار , ونفس ركبت اليه الاخطار , واستخفت بثوران امواج البحار , لله يد رسمت تلك الحروف الصامتة في كبرياء , الناطقة بنباهة ودهاء , ما اطيب العطر الذي رشت به قبل ان تودع الظروف ,
ايها الاحباب الالباء , والاخلاء الاوداء , وقاكم الله كل شر وداء , ان روح المنافسة التي لمسناها في هذه الكتابات امر مطلوب , وعاجل جناه موفور مرغوب , فكيف اذا كان الهدف الصاحب المحبوب , لكن لماذا هذا الالحاح واللج , والاخوة تعني الصدق ورفع الحرج , لماذا السهر شوقا الى طلعاتنا البهية , ولماذا الهدية تتلو الهدية , اننا ناسف لشوق محرق اهزل منكم الاجسام , وسود عليكم بيض الليالي والايام ...
لكن صدقتم لقولكم ان الامر توى منكم العقول , وصيركم ضحايا للوساوس والذهول , فكيف يعقل ان يكون ولد حامد وزميله في هذه الديار , بعيدي الاهل والمزار , ويصنعان لنفسيهما الافطار , وانتم من اهل المدينة , قريبوا الدار , وقد فرضت عليكم الظروف فيها القرار , هذا كله صحيح وربما خطر علينا الخاطر في هذه الدواهي فنصرفه , فنحن كما تعلمون لا نستطيع الافتراق , وامر تضييفنا معا بلوى لاتطاق , وقولكم ان لرمضان ظروفه الخاصة , والآثار المكتوبة على ما فيه من تضاعف الاجر ناصة , وقد انضاف الى الشوق المبرح تصيد الثواب في افطار الصوم , خصوصا للعلية من (الكوم) , هذا كله صحيح , وقد عبرتم عنه بلسان عربي فصيح , وبتوسل صريح , وقد هدانا تفكيرنا بعد طول نظر , وادمان تفكر وتدبر , الى طريق وسط , ليس فيها حيف ولا شطط ,  راينا ان نحل عليكم بالقسط , فالليالي اثنتان ....اؤلاهما عند الكريم الهادي , زين المجالس والنوادي , , والثانية عند فتانا الاسعد , الشيخ سيد احمد , قد يقول قائلكم ان غيبتنا ليلة كاملة لا تحتمل , فلنقرب لداعي الشوق الاجل , فنقول ان بركتنا لن تبرح منازلكم , ستغيب منا الاجسام , وتبقى البركة ما بولغ في الاكرام , لكن هذا كله بشرط : فنحن كما تعلمون اخوة واصحاب واحباب , ولا داعي للمجحف من التكاليف , والمبالغة في المصاريف , لا تفكروا ابدا في حفل استقبال تضرب فيه الدفوف , وتنتظم فيه الصفوف , وتغني فيه القيان , وترقص فيه النسوان , حتى تظهر منهن النحور والسيقان , فذلك جالب لعظيم سخطنا , وصارف لنا عما ازمعنا , ولا داعي لنحر الجزر وذبح الاغنام , والاكثار من التمور وانواع القشدة , والاشربة المختلفة ....هذا اسراف نحذركموه , فانتهوا عما نهيتم عنه , وان كان لا بد من شيء من ذلك فيكفي جذع من الضان , وثنية من المعز , لها عن نزو الفحل شهر ,  ولا باس بصحون من السمك المصفر , والدجاج المزعفر, وشيء من تلك الفواكه التي يسمونها العنب والتفاح ...وعشر قداح , مملوء ة بلبن اللقاح....
ونوصيكم بالتكتم التام على ما ستكرموننا به من المواساة العينية , وقد تعلمون ان "الطماع" كثر وينتظرون ممن قابلتموه عرضا في الشارع ان تغرقه اكفكم الندية , بالاعطيات والهبات النقدية , فكيف اذا كان ضيفا وضيفنا عليكم , وقد اخفيتم من المحبة والشوق اضعاف ما ابديتم , واكتبوا على كل ظرف اسم صاحبه , وأحكموا غلقه قبل ان يعطى لكاتبه , فكم جلبت الدراهم من الشرور , ما لم يطمس آثاره تتابع الدهور...
كتب لاربع عشرة خلت من رمضان الابرك 1421هج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق