السبت، 4 أغسطس 2012


  الرحم: بين الوصل والفصل:
المرتضى / محمد اشفق

صلة الرحم واجب ديني وأخلاقي , وضرورة اجتماعية, لكننا في عصر العولمة ورداءة الزمن, شاهدنا الثوابت تتحول وتتبدل, لأن أســــــاس العلاقة أصبح قائما على النفعية والمادية الوقحة, القيم السامية قضت , وأصبحت تراثا يحن إليه المتخلفون والمنبوذون.
فقلة من يحافظون اليوم على البقية الباقية من الروابط ينمونها ويحكمون نسجها, لتكون كما ينبغي أن تكون أو على الأقل كما يمكن أن تكون.
 فــــــــي هذا الجو البارد أخلاقيا, تصارع صلة الرحم أسقامها طريحة وحيدة, غريبة في غرفة معزولة كضحية وباء معد , تنتظر أن تلفظ آخر نفس لها مع كل لحظة تحين.
تخرج من بيتك لا تريد إلا أن تصل بعض رحمك حبـــا له, وامتثالا لأوامر الله, حتى إذا جئته تلقاك كئيبا حزينا, كان على قلبه هموم بؤساء الدنيـــــــــا كلهم, وساح فكره في تخمين مهمتك, ماذا تريد؟ ما حجم حاجتك؟ كيف سيردك؟ مــــــا هو العذر المناسب؟ ينقطع صاحبنا مع هذه الأفكار يقدر ويدبر, ويتمنى أن بينك وبينه أمدا بعيدا, وأنكما لم تكونا ذوي أب واحد, ويظل يردد بعض عبرات السلام فــــي غير محلها ليوهمك أنه معك وهو غائب عنك شارد مع أحزانه وتخميناته.
ما المخرج؟ هل فــــــــــي أن تزوره  يوم صومك , فلا تفتح فمك إلا بالكلام ؟ أم أن تعلمه أنك جئت واصلا لا(فـــاصلا) , وأن مهمتك ستنجز في أسرع من نسيان الجميل في أيامنا , وفي أخطف من برق الصاعقة؟

هناك تعليق واحد:

  1. مدونة رائعة اخي الكريم

    مدونتي المتواضعة
    http://3rbyblog.blogspot.com

    ردحذف