فضول قلم/نصيحة ابي اللقم
![]() |
المرتضى /محمد اشفق |
حدثني ابو نعال قال : خرجت
يوما لزيارة احد الاخوان , فاذا انا برجل قصير القامة , مفـــــــتول الساعدين , متباعد
الرجلين , اصلع الراس , كث اللحية , فيها رزم شيب متفرقة , واسع الفم , قصير الرقبة كأن راسه وضع على
صدره , ولما هممت بجوازه امسك ساعدي بعنف وقال الـــى اين؟ قلت الى حيث تسوقني قدماي , ولم احدد الهدف بعد...فقال : انا ابو اللقم وكنت إخالك منهم , قلت ومــــــن هم ؟ قال
العشاق وضحك ملء فيه , حتى سال منه لعاب
كثير حاول ازدراده بزاوية ملتقى شفـــتيه , فلم يفلح , واحدث صوتا منكــــــــــــــــرا , واردف : عشاق
المائدة...قلت : هبني منهم , قال : اذن انصحك....اعلم حفظك الله , ورعاك , ان
الناس في الدعوات الجفـــــــــلى ,
اشكال وطبقات ...وان لكل صنف من الناس ما يناسبه من
الطعام والخدمات , فــــاذا قدر لك ان تحضر تلك الموائد , فتريث , ودقق قبل ان تقدم , وأجل
الطرف في كل ناحية , حتى تتحقق من المجموعات , ثم اختر واحدة من ثلاث في ايها كنت
فزت ...
واحذر اربعا ....احذر الحلقة
السفلى , وهي عادة من العاطلين المحليين , الذين لا يوقر صغيرهم كبيرهم , ولا يرحم
كبيرهم صغيرهم , جل احاديثهم قهقهات عالية , تقطعها الفاظ نابية , هذه هي حلقة
الانتظار, نصيبها الفضل , وهو عظام جردت من لبا سها الا ما تخفى , وعجزت الاظافر
عن الوصول اليه , هذا اذا لم يختطفه بعض شياطين الاطفال المتربصين بها من كل جانب ,
وهم فرسان هذه الميادين , هذه الفــــئة لاتحلم بفراش طعام , ولا مغسل , ولا تشم رائحة
التمر , ولا تسمع صرير الكؤوس , وتشرب من
مـــــــــاء المغارج بعد قنوط...تليها الحلقة المتضخمة , ويكون فيها واحد او اثنان من
بسطاء الاعيان , الذين لم يبرحوا الحي , جلب عليهم سمت الاستكانة , وتقبل ما تجود
به الظروف , والرضا بالدون , استخفاف الناس
, اذا سلمت عليهم رد كبيرهم قائلا (وعليكم بالسلام ) , اكثر احاديثهم رواية كرامات
الاسلاف , وحكايات ابطال المصارعة في قديم الزمان , و الاطفال وحدهم المستهلكون لهذا النوع من القصص , تعاني من الازدحام واندساس الصغار فيها لهوان قدرها
, وهي لا ءايسة ولا ءاملة , لكنها بائسة , قد تجد قصعة طائشة , اكثر ما فيها
مصارين وقطعة كبيرة من الشحم , وقطعة لحم مجهولة العضو , يغمزها احدهم بظفره , فتنزلق
كالكرة , بعيدا لتغافل جليسا ءاخر , فتستقر في حجره , يتناترها الرجال , لكنها تبقى
عصية متمنعة , وقد يسقط المتناترون كل على
قفاه لرفضها الاستجابة لضغط الاصابع...
هذه الحلقة لا تجد فراش طعام , ولا موسى , ولا تغسل , وتمرها حشف متقعر كثير العثاء...الحلقة
الموالية هي الحلقة المنكتة , تعمد الى الفكاهة , تعوض بها طول الانتظار , عيونها
شاخصة الى غرفة العمليات وتحضير الطعام , تتحدث تارة عن التاريخ , كايام ولد امسيكه , وتحصي
من ولد من اهل الحي عام موته ...وتروي تافه الاخبار , وتتميز بالجراءة على الطلب ,
لم تطل رحلة اصحابها مع القرءان الكريم حيث توقف ابعدهم مدى عند (عبس وتولى..) يقولون
في الرفع من الركوع (سمع الله لمن حمدن) , تخلفوا عن ركب الدراسة , ويدعون انهم
حسنا فعلوا , وربما حنا عليها بعض المنظمين , وتجد فراش طعام تكرر استهلاكه , رغم
انه من الصنف الذي لا يستهلك الا مرة
واحدة , وتغسل قبل الاكل لابعده , وبلا
صابون , ونصيبها من اللحم , من الشاة الرابعة هبوطا , وهو في الغالب "حصير من
الاضلع الرديئة" متفاوتة الحجم , مع بعض المصارين , ويحشر لها كل محرم على المصابين بارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والمعدة , فتتقبله راضية شاكرة , وتشرع معركة امضى سلاح فيها الصمت حتى ياتوا على ءاخره ....تليها الحلقة المتوسطة , ولاصحابها حظ يسير
من الثاقفة يسمح لبعضهم ان يحدثك عن زرك "وي ونون" "وول حرم وول
يحيى انجاي " , بل تتجاوز هذه
المرحلة الى التلفظ بالفاظ فرنسية , سبيلا
الى التفوق على البلديين , انصاف الاميين , يقولون من حين لاخر " جنوم كسكي تبرانه.... إيسي سيل
تبلى....ايمبسيل...ركاردى اموا سبوفر…"
jeune homme qu'est ce qui te prend..ici s'il te plait..imbessile...regardez-moi ce pauvre....
, هذه الحلقة تقدم لها بعض الخدمات بعد لج
, وتختار لها الاعضاء الصلبة , مثل " الكسروات و"اشواكل" وكل ما
يستعصي على اصابع واضراس اهل الحظوة – جعلني الله واياك منهم - , و موساها موسى
خبز , لا موسى لحم , ويقدم لها تمرصلب بلا جبن , وتشرب البراد الاخير من شاي بلا
نعناع , رغبة من الخدام في تفريغ " البراديد" لا اكراما لها , ويغسل افرادها بعد الاكل متفرقين كل بمجهوده
الخاص ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق